عبد العزيز دغيش
قلب من أشعار ، نهر جارف
تدفق غزير للإحساس
والعواطف
.. جملة أنهر ، بحار
لا يقوى على التزود منها ، التمدد
البقاء فيها ، عبورها
إلا من سكن البحور وخبر الإبحار
إلا من اعتاد مواجهة المسارات الخطرة
من ألف إجتياز السيول وصد العواصف
وإختراق دوامات الإعصار
كيف لي ركوب .. وتطويع هكذا أخطار ؟
كيف لقلبي هوى السفنِ
أنى له شراع جبار
مشاعر حراء أحر من نار
إثر كل قصيد أو طلسماً أو تعويذة
وثمة قلب بعدها يعصره الحنين ليل نهار
كيف لي أن أهرب من نهر الحب
هذا ، الدافق الجبار ؟
***
كيف أقوى على حب
مملوءاً سحرا ، منسوجا من طلاسم
ذو مغارات وأسرار
كيف أغوص فيه غير هياب ، كرار
كمن يقوى على ما يسدله الليل
من أشراك وأهوال
أو على ما يستغفله النهار
وهل يكفي حب من خلف حجب واستار
ثم من هذا الذي لا يجذبه الشوق
إلى الدفئ بالأشعار
وهذا الحنين وتعاويذ الحب والأسحار ؟
قد هامت روحي كثيرا كثيرا
وأخذتني الأشواق والأفكار
نلت نصيبي من حنين الأسفار
نسجت حولي شرنقتها
منهل الحنين زاد الروح جلنار
تماهت روحي في أريجها
فيما ينثر من فيها
ويحوم في إحساسها من أشعار
ربي لا تبعد العاشقين عن بعضهم
زدهم جمالا فوق جمالهم
وحنينا على حنينهم
وألف بين قلوبهم ليل نهار
وقرب بينهم إن بعدت الأسفار .
.
.
عبد العزيز دغيش .