سليمان شاهين أبو إياس
........حرائق منطقة مصياف .........
خلعَ الحريقُ على ذرا مصيافِ
ثوباً حزيناً من سوادٍ جافي
أكلتْ به النّيرانُ كلَّ خميلةٍ
و أصابتِ الأشجارَ بالإتلافِ
صارت به الآفاقُ سوداً بعدما
كانت بمنظرها البديعِ الصّافي
في كلّ ناحيةٍ سوادٌ سائدٌ
وبسائرِ الأرجاءِ والأطرافِ
غطّتْ غماماتُ الدّخانِ سماءها
و بَدَا الهَبابُ كَصَيِّبٍ وكّافِ
نَزَفَتْ ولكنْ كلَّ زهرٍ يانعٍ
وشكتْ ولكنْ بالأنينِ الخافي
منْ باتَ يتَّهِمُ القضاءَ بهكذا
فُعَلٍ فذاكَ مُناهضُ الإنصافِ
ليستْ قضاءً لا ولا قَدَراً ولو
حصلتْ بِعِلِِمٍ من عليمٍ كافي
بلْ إنّها فُعَلٌ لِجانٍ مُجرمٍ
مُتَمَرِّسٍ بالجورِ و الإجحافِ
أَيَسُرُّ مقترفَ الجريمةِ أنّهُ
جافَى الخِلالَ وعاطرَ الأعرافِ
إنْ كانَ سُرَّ بما جنى فَلِأَنّهُ
قد زَلّ في مستنقعِ الإسفافِ
حرق الجمالَ وما تُسَرُّ بِحُسْنِهِ
عينُ المُقيمِ ووافدِ الأضيافِ
حرق الحِراجَ وما يعودُ بخيرهِ
من مُثمر الأشجار عند قِطافِ
لم يُعْفِ من وَقْعِ الجريمةِ ذا تُقىً
بِمقامهِ ، و عَدَا على الأوقافِ
لم تُثْنِهِ قُدْسيَّةٌ تُعْنَى بها
كلُّ الفئاتِ وسائرُ الأطيافِ
إنْ كان عَدْلُ النّاس ليس يَطالُهُ
فالله يَجْزِي بالجزاءِ الوافي
سورية،حماة،مصياف،المشرفة.
سليمان شاهين أبو إياس