أسطورة الوقوف
فلسطين
ثمانون عاما وقوفًا على حرف
ويأملون بعده أن يقفوا على كلمة
ثمانون عاما ولا تزال (الفاء) تُبنى من جثث الفدائيين
وتُزرع من حسرات الأطفال التائقين للنزال.. وتُروى بالدماء
أمّا الدموع فقد تكوّرت أحجارَ ملحٍ
ترميها الفتيات على قلاع المستعمرين
أو ينثرنها نقاطاً على حروف فلسطين
ثمانون عاماً ولمّا يُنجز الفلسطيني (فاءَه)
لازال أمام العدو انتظار الخمسة الباقية
ولا زال لدى المقاوم من الحروف ما يمدّه جسراً نحو الأبد
لا يملكون سوى الكفاح
لا يعدون السنين
لا يحسبون الشهداء والمنجز
وقفوا على حرف
وتوقف الزمن
فكل الزمن فداء
وكلهم شهداء
عاشوا ام قتلوا
لا يفرق الامر
لا يفرق الامر إلا بمقدار ما شيّدوا من انفاقها.. وما حفروا عليها من قلاع؛ لتكتمل (الفاء)
ويضع فدائي منهك من الانتظار يده على جبينه، ويسأل فدائيا آخر لم يعد ينتظر: هل ترى (اللام)؟
فيقول له: أجل أراها "على مبعد الأمل".. على مبعد الأمل
يحيى الموسوي ظهيرة أسبوع النكبة