الامثال في القران الكريم - كتاب جديد
بقلم :فالح الكيلاني
الامثال في القران الكريم في سورة البقرة
3
بســـــــــــم الله الرحمن الرحيم
( إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به الا الفاسقين * الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ويفسدون في الارض اولئك هم الخاسرون* )
سورة البقرة من الآيات \ 26- و27
الحمد لله :
العرب وهم اهل الفصاحة والبيان ,لما نزلت الامثال في القران الكريم وفيها ما ضرب : الذبابة والنحلة والعنكبوت من مثل عاب الكافرون منهم والمنافقون على المؤمنين ضرب هذه الامثال في القران الكريم وقالوا أي قدر لهذه الحشرات كي يضربها الله تعالى مثالا للناس فنزلت هذه الاية الكريمة ليرد الله تعالى عليهم فيها ردا قاطعا انه لا ينقص من قدرة الله شيئا ان يضرب مثلا في البعوضة او فوقها في الصغركالذرة مثلا حيث انه خالق كل شيئ في هذا العالم الواسع وجعل في كل هذه المخلوقات الشيئ الكثير مما يفيد الناس او ما ضرهم .
فالمؤمنون يقولون ان هذا هو المثل الحق وموقعه فيه البيان الصحيح والبلاغة الحقة والعلم الغزير والكافرون يعرضون عنه في مكابرة قائلين ماذا اراد الله بهذا المثل وحقارة ما ضرب بها مثلا وهي البعوضة او ما فوقها في الصغر والدقة.
وبين سبحانه وتعالى ان المؤمنين يؤمنون انه القول الحق .
واما الفاسقون وهم المتغابون وهم شديدوا الغواية والتغابي وهم اهل الشرك او الكفراوالنفاق حيث منحهم الله تعالى ايضا عقولا يميزون فيها الرشد من الغي الا انهم يتمادون في الكفر والطغيان والنفاق ويبقون في الغواية سادرين فيقولون:
- ماذا اراد الله بهذا مثلا .
فهؤلاء هم الذين يقطعون ما امر الله به ان يوصل ومن طبيعتهم النفاق ويظهرون ما لا يبطنون نفاقا واسرافا وخداعا ويقطعون الصلة بينهم وبين خالقهم وهم يعلمون .
وهم ايضا يبطلون عهود الله ومواثيقه فيقطعون صلة الرحم بينهم وبين اقاربهم بالتكبر والتفاخر والتجبر ويفسدون في الارض أي يحاولون اظهارالفساد فيها باعمالهم المشينة وارتكابهم العاصي وبالقطيعة فيصيبهم ضرر كثير وباؤوا بغضب من الله . فهم الخاسرون .
وقد جعل الله تعالى في هذه الحشرة الصغيرة المضروب بها هذا المثل اهمية كبيرة في هذه الحياة الدنيا واضرارا بالغة يتوجب على الانسان ان يعرفها ليتقيها ويبتعد عن شرورها فهي تمثل عالما واسعا وعلما كبيرا في حياتها وانواعها واضرارها للناس .
ولا اريد ان اطيل في شرح حياتها واضرارها وانما اكتفي بهذا التقرير الاممي عنها حيث يبين الاعجاز العلمي للقران الكريم فيها .
اميرالبيـــــان العربي
د.فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق- ديالى - بلـــد روز
*************************************