عماد الشنتة/سورية
مناجات بين بدر الزمان
و هلال الريان
ذكرى على الأطلال
خاطبها هلال الريال قائلاً
ذكرى لها مدمع العينين ينهمل
ونارها في حشى الأشواق تشتعل
ذكرى ليالٍ وأيام نعمت بها
حوافل الجد لم يعبث بها الهزل
أيام زهر التآخي والوفاء أرج
والحب في الله من خمر المنى ثمل
آهٍ على ذكرى كانت في نزلها
منازل المغرمين العشق والوجل
صهباء تسبي قلوب العاشقين ولهاً
لها شامة كنجمة الصبح لا تفل
لكنها غازلتني اليوم بريحها
ولما هبت نسائمها زال الملل
أعيذه أن يكون الحب قد خمدت
فيه لواعج أو مسَّه الكلل
آتي أطلالك والنار فيها موقدتٌ
لعلي أجد قبسك ويعود الأمل
وزادني في العشق نسائم جيدها
يالمحياها يغار منه النهار والليل
سأبقى على أطلال ودك أترقب
مراسيل الغرام وكلما غرد البلبل
فكانت مناجات بدر الزمان
جاوبتني بإيحاء البنان بلا وجل
لا اليأس ينسيني لاالفقر ولا القتل
ولاارتضيت لعمري عنك بدلاً
مهما النوى علا وجاء البدل
أحبك القلب حباً لايخامره
ريبٌ ولايعتريه الزيغ والزلل
إنني وحنين الشوق يشهد لي
باقية على العهد عنه لست أنتقل
حملتني منك أشواق أنوء بها
عفواً حنانبك إني لست أحتمل
أنت الصباح والأنوار لك شهدت
على ندى كفك الأبراد والحلل
أنت بدر على الأكوان مشهّر
تنتشي به مهج العاشقين والثلل
أنت الآس في محرم التنزيل أُسه
أنت الإنسان لمن أراد منا العدل
كم زينة في الأخلاق نشهدها
لك الفؤاد عربون حب يامهلهل
أبقاك ذو العرش قمراً وهاجاً لي
فمن أراد العشق فاليرد عندنا المنهل
عماد الشنتة/سورية