الاديب عبد الستار الزهيري
الى سيدة الذرى .. صاحبة المجد العلى ..
ومنارة الجيل التليد .. كلماتي مهداة لأم الشهيد رواء العلي
أم الشهيد ..
********
سألت الناس عن العيد ..
خبروني ..
عيدنا بطبع تراتيل الحمام ..
تطوف حول أنين الفراق ..
سأقيم طقوسي في خلوة ..
خلف سنيّ العجاف ..
رمتني بسهامٍ أقلعت ..
الفرح من الفؤاد ..
سُهاد ونعاس ضرب..
مقلتيّ ..
دموع تساقطت وويلات ..
أبتهلت الرمال وحبات ..
المطر ..
تدعو لمن سكن الثرى ..
ولن يعود ..
ماذا أقول لأم الشهيد ؟
هل أبارك ؟
أم أديم التعازي ؟
صوت أنين وصراخ ..
مبحوح ..
ذكرى ذلك المشهد ..
المفجوع ..
لن تصمد الكبرياء ..
أمام غابات الألم ..
ودعته على أمل ..
أن يعود ..
وبحضنها الوفير سعيد ..
لكن في لحظة ..
ناداها القدر ..
أسمعي أنا القدر ..
سأخبركِ فتصبري وتجملي ..
أنزلي سواري الأفراح ..
وعلقي على الهامات السواد ..
جئتكِ فيه على الأكتاف ..
أسمعي فالروح سوف تنادكِ ..
ومن داخل اللوح تقول ..
أماه لا تحزني ..
كففي الدمع وتبسمي ..
أنا الشهيد البطل ..
أنا الفخار لكل العرب ..
صرعت الردى ..
وفي أكفان القدر ..
أنا أخترت ..
من أجل ضحكة أختي ..
وصبية الحي ضحيت ..
أنا العريس وكلي فخر ..
أنا أبن السواد ..
أبن قاسيون الأشم ..
من ماء بردى توضأت ..
ومن تربة الشام تيممت ..
أعلي زغرودتكِ أماه ..
بماء الفرات غسلوني ..
وبثرى بلادي أدفنوني ..
كفاكِ فخرا أماه ..
بصرخة مجدا أعلنيها ..
أنا أم الشهيد ولا فخر ..
العيد لي وأنا فيه ..
سعيد ..
بقلمي
الاديب عبد الستار الزهيري
