رفعت خوري
الى نزار
قصيدة
جزء أول
(نقد بناء, أقول ولاأعمم)
مني إلى نزارقباني
رسالة مفتوحة
ردا على قصيدة قال فيها
(عرفتُ نساء أوروبا
عرفتُ حضارة الإسمنت والخشب
عرفتُ حضارة التعبِ
وطفتُ الهندَ طفتُ السندَ
طفتُ العالمَ الأصفر
ولم أعثر على امرأةٍ
تمشط شعريَ الأشقر)
إلخ .
أما أنا فأقول ولا أعمم:
عفوا شاعرنا الأكبر
إن كنتُ بغيبتكَ أعبر
وأرد عليك ولم تحضر
وأنا محدود بل أصغر
*******
وأتيت الآنَ أناقضك
رجائي إليكَ أن تَعزر
عفواً قباني ومعزرةً
إن قلتُ بأنك لم تحزر
إذ زرت أوروبا ولم تعثر
على امرأ ة ميتَمة
تُمَشِّطُ شعركَ الأشقر
لأنكَ عشتَ في مدريدَ
كنتَ سفيرنا الأشهر
وأما أنا فقدعدتُ
إليكَ الآنَ كي أجهر
وجئت لكي أناقضك
عَرفتُ نساءها أكثر
عرفتها طفلة اليومين
ثم رأيتها تكبر
بيدي هززتُ سريرها
غطيتها بلحافها الأحمر
******
طفلة الشهرين كانت دميتي
بربيعها العشرين صارت زوجتي
في الحبِ ملحمةٌ تهوى ولاتسخر
قلي نزارٌ واعترف
في الحكم من أجدر
******
والآن جئتك أشتكي
أحكي عن البيدر
أروي حكايا بلدتي
من شعبكَ الأسمر
حكايا عن بني قومي
تشَوِهُ مرجنا الأخضر
*****
أقصُ حكايا نسوَتِنا
وأشواكاً بعادتنا
جراثيم ببيأتنا
عساكَ الآن لم تذكر
ويجدُرُ أن نعالجها
لكي تُفنى وكي تُدثر
كذا رفقاً بأجيالٍ
نعينها قبل أن تكبر
لكَ أشرح ,, لك أجهر
بصدقِ مقولتي أفخر
*******
وفاءُ الحبِ أساطيرُ
بكتابٍ تُروى حكايتَهُ
يعطيكَ كلاماً معسولاً
وتُعاني قريباَ صدمَتَهُ
كلماتُ فتاةٍ في بلدي
زورٌ تتجلَّى روايتهُ
وزواجُ فتاةٍ في بلدي
تبدو في العقدِ تجارتُهَ
*******
لاقيم تحمي تعهُّدها
تنكُسُ بالعهد ِ وموعدها
وليسَ مهماً أن تهوى
مشروع زواج غايتها
أن تخرج من ظلِّ أبيها
ويعاني الزوجُ ضراوتَها
وحبيبُ الماضي لجحيمٍ
إنْ فَضَّ القادمُ حاجَتَها
تقبلُ بالداني مَنْ كانَ
لزواجٍ ينهي عزوبتَها
إن جاءَ بمال ٍ يغريها
تنسى مثواها وطلعتها
رفعت خوري
إسبانيا
نقدٌ بَنَّاء , أقول ولاأعمم
