ريحانة الشام : مريم كباش
تواصلنا :
======
وقال البعض ماقالوا
وفيهِ أكثروا الجدلا
بأنَّ الفيس ذو ضررٍ
وواقعنا بهِ انقفلا
وجاء بموبقات الغيْ
يِ ينشر بيننا العللا
ويسحرنا ويأخذنا
لوهمٍ يورثُ الزَّللا
فكم من عاشقٍ كذبٍ
يبيح لنفسه الحيلا
وكم أنثى مُضلِّلةٍ
ولا تُبدي لها خجلا
وكم كهلٍ تصابى كم
شبابٍ أكثروا الخطلا
وكم من معشرٍ شدّوا
إليه الوقت مرتحلا
يقولون تواصلنا
غدا بالفيس مفتعلا
وليس الفيس ينفعنا
ففيه الشَّرُّ مُختزلا
سألتُ النفس في ولهٍ
أصرنا معشراً ضُلُلا ؟
أجاب الفكر في ثقةٍ
سيُجزى المرء مافعلا
فهذا الفيس يشبهنا
وعالمهُ بنا اتصلا
صحا من زعمهم فكري
لقولهمُ الفؤاد سلا
فأحبابي أواصلهم
ولا أرضى لهم بدلا
وكم ألقى بصحبتهم
وفَاقاً زادني أملا
فليس حظوظ من ينأى
كحظِّ المرءٍ إن وصلا
أراني فيه منشغلاً
إذا ماكنت متصلا
وأنسى الكلُّ من حولي
ويغدو السَّعدُ مُكتملا
ويُنفى الحزن عن قلبي
يصير العيش مُحتملا
هنا نبقى لساعاتٍ
لنتَّخذ اللِّقا سُبلا
أحاديثٌ وأشعارٌ
تساقينا الهنا عسلا
نزيح الهمَّ نطرده
ولو كان العنا جبلا
عشقت لقاءنا الأغلى
سكنت النَّبض والمُقلا
وتفرحني مشاعركم
تصوغون الهوى غزلا
وحين حضوركم قلبي
يصوغ الشّعر محتفلا
وإن تنأى وتتركنى
فيومي يشتكي المللا
سأسقي أرضكم غيثاً
وأروي قلبكم بللا
ولم أبخل بغيثٍ لا
فخيري نحوكم هطلا
أصوغ الحرف من ولهي
وشعري للهوى اختزلا
فحبّك صاغ قافيتي
ولحني منك قد ثملا
أراني فيك ممسوساً
وعقلي يشتكي الخبلا
وروحي نحوكم طارت
وفكري إثركم رحلا
فيا خلَّانُ لا تنأوا
فسهم النّأي قد قتلا
وإن تأتوا أحبتنا
سنهدي الشَّوقَ والقبلا
أغازلكم بأشعاري
أصوغُ الحرفَ والجُمَلَا
ورود الحبّ أنثرها
فيبدو حسنها خضلا
إذا ما القلب شاهدكم
يروح إليكمُ رسلا
نظنُّ الفيس جنّتنا
لنا الفردوس قد نقلا
نراه ملاذنا الأحلى
وعنّا قد نفى العللا
هنا نشكو مواجعنا
وحزناً بات متصلا
هنا ضحكات نزرعها
ليزهر عمرنا أملا
إذا نلقى أحبّتنا
يصير العمر مكتملا
سلام الله أحبابي
إليكم خافقي رحلا
----------------------
سجال في مجلة الشام الثقافية
ريحانة الشام : مريم كباش
