بقلم محمد الفضيل جقاوة
أحــــلام عاشق في ردهات المساء
..
عندما يأتي المساء
و يلف الصمت هاتيك الروابي و النجودْ
و تعود الشمس كسلى
تتدلى مثل قنديل بعيدْ
خلف هاتيك الهضاب الواجمات
ثم تغفو في أمان
ترسل النور سلالا من جمان
توقظ الأحلام في قلبي العميدْ
تختفي ولهى ..
و تذكّي الشوق في الغيم المديدْ
شفقا يُسْحَر قلبي
في حناياه يرفّ الحلم
أهفو للقاء و عناق و غلال
و سلال من ورودْ
..
عندما يأتي المساء
تشعل الأشواق في قلبي ضرامات
و تحيي لوعة حرى بأعراص ضلوعي
توقظ الأتراح في قلبي الكميدْ
فأغني ..
أنفث الآهات في عذب القصيدْ
جذلا أدخل محرابي ..
أصلي ..
و لعينيك أصوغ الشعر ..
أشدوه ارتجالا
ذاهلا عني
أناجي فيكَ ذاتي
أيها الغائب ما بين الضلوع
..
عندما يأتي المساء
تتدلى الشمس وسنى
خلف أعلى قمة غربية ..
تهوى الهجوعْ
تتمنى أن تعودْ
و أنا في معبدي
أقتات شوقا و ضراما
و بعادا قاتل الوقع عنيدْ
تومض الذكرى أمامي
تتجلى ليَّ طيف امرأة حسناء
ما للحسن فيها من مزيدْ
ترتدي النور بهاء و جلالا
تعشق المحراب مثلي ..
ترسل البسمة ولهى يوم عيدْ
كم أناجي امرأة لا كالنساء
هي تفريد جمال و بهاء
لفظها الشهد شهيّ
هي من بعض معاني بوحها الحلو
يرفّ الشعر باقات اشتهاء
هي كانت قبل بدء الكون ولهى
تعشق الخيل انتصارات
و عزا و إباء
و تجاهرْ ..
..
ذات ماض مشرق حلو جميل ..
بعد أن رفّ الضياء
قرأت كلّ الحواميم
و هبت ترسل النور إلى الكون نجاء
شيدتْ كلّ الحضارات التي ولتْ و زالتْ
و بعينيها أرى الآن سنا بعث ..
أرى طفلا جميلا يقرأ الإسراءْ
حلو الكبرياء ..
تعشق الأنغام في خلوة ليل
تنشد الأشعار موال حنين
كلّما حان المساء
" جادك الغيث اذا الغيث همى
يا زمان الوصل يا حلم اللقاء "
..
هي في الفجر تصلي النّفل
تحيي العتمات
تعشق الجدّ
تريح النفس من وعث العناءْ
هي في مقلتها أبصر صنعاء تناجي ..
و لبغداد تبوح الشوق ولهى
سئمت مكر الزناة اللقطاءْ
هي من شهقتها يمتلئ النيل نماء و عطاءْ
فيولّي وجهه شطر دمشق العشق خيلا
تعشق الموت كؤوسا
تتحدى الدهر
تجلي العملاءْ
أقبلي عمرى رجاء
أملئي القنديل من زيت اشتاقي
أوقدي الحبّ غلالا من أمان
مدّدي عمري بأحشائك طفلا
ربما في عرصات الدّار
قد يلهو الهلالي
مولعا بالخيل
يحيي مجدنا الماضي
ينقي الأرض
يجلي عن ربوع الوطن المكدود كلّ الخبثاء
عندما أدخل محرابي
سويعات المساء
لا أرى إلاّ سنا طيفك يا أحلى النساء
أنت حسن عبقري ..
و امتداد عربي
لمعاني المجد و العـــزّ
لصدق الانتماء
.
بقلم محمد الفضيل جقاوة
30/04/2017