GuidePedia


 بقلم؛  مصطفى مزريب.أبوبسام

*المقنع الكندي *
كنت في أوائل ستينات القرن الماضي طالبا" أدرس للتقدم لإمتحانات الشهادة الإعدادية وبصورة حرة..(بعيداً عن الدراسة الرسمية في  المدرسة   لأسباب مادية .. وذاتية خاصة بي)ونجحت في حينها نجاحا" طيبا"(بمجموع جيد من العلامات).. أهلني أن أدخل المدرسة الثانوية العامة بقوة  ...الحقيقة ماأقصده من هذا التمهيد أن أذكر إعجابي الكبير بقصيدة كانت مقررة في كتاب القراءة والمحفوظات للثالث الإعدادي للشاعر
الأموي الكبير(المقنع الكندي)..وكانت لي بمثابة إعلان نصائح طيبة ودائمة على مدار شبابي وعمري  ..
من هو المقنع الكندي؛
شاعر أموي..عربي أصيل من قبيلة كندة العربية ذات الأصول اليمنية. .
من منطقة اليمن الجنوبي وتدعى بحضرموت  ...وفي منطقة(دوعن)بالتحديد. ..موطن الشاعر الجاهلي الكبير امرؤ القيس
لماذا لقب بالمقنع؛
كان وسيم الطلة والطلعة بادي الرجولة والجمال  ..قيل؛ كان جميل الوجه(ولا جمال النبي يوسف)...وكان ممشوق القامة كالسيف. ..طويلا"في بهاء وحسن ..وكان بهي الخلق والخلق  ...كان يضع على رأسه وحول وجهه مايدعى باللثام  (الغطاء)...أو القناع .
      ***
لماذا كان يتقنع باللثام؛
كان لايتنقل بين الناس والأمكنة إلا وهو ملثم لأسباب :
_لشدة جمال وجهه كان يخشى من العين ..معه حق في ذلك..قال تعالى : (ومن شر حاسد إذا حسد. } ..وقال سيدي سيد الخلق والكائنات النبي الأمي محمد صلى الله عليه وسلم؛ (إن العين لتدخل الرجل القبر، وتدخل الجمل القدر) ...
_قيل أن خروجه ذات مرة بدون اللثام(القناع)أصابته عين فوقع في المرض وفي العنت  لفترة طويلة ..
_وقيل كلام مختلف عن ماذكرت(ربما إضافة إلى ماذكرت)؛إنه مقنع لأنه فارس ..والفارس يغطي رأسه  كسلاح  له. .وقيل من قبل كبار كتاب عصره كالجاحظ صاحب كتابي (الحيوان و البخلاء) ؛
(المقنع هو اللابس لسلاحه)..وعدة حربه.
أخلاقه وعصره؛
عاش في عصر الخلافة الأموية على أيام الخليفة عبد الملك بن مروان وكان شاعره...رغم أنه من الشعراء المقلين .لهذا كان له عند الخليفة مكانة علية ومنزلة طيبة. كما كانت له نفس المكانة عند قومه. .وعشيرته.
_من أبرز صفاته
.. كشاعر متميز له مكانة بارزة بين شعراء عصره.
_كان مبذرا" لماله في الجود والكرم..لم يرد أحدا"طرق بابه. .ولم يبخل لا على قريب. .ولا على غريب
_لقد عيره بنو  دمه  وعشيرته على نفاد المال من يده بسبب جوده وكرمه. _من أقسى مامر به المقنع الكندي أنه رفض طلبه في خطبة بنت عمه عمرو بن أبي شمر..(وكان يحبها حباً عظيماً .. ) ..  بتهمة فقره وكثرة ديونه. . بسبب تبذير ماله في الجود ..وكان عتابهم شديداً وقاسيا" عليه. . على أثر ذلك نظم قصيدته هذه(دين الكريم ) ..سآتي على نشرها. ..أو نشر بعضها.
من هو المقنع الكندي ثانية" ؛
هو محمد بن ظفر بن عمير بن أبي شمر الكندي ...ولد عام 600 م 
وتوفي عام 689م ..وكان جده عمير سيد كندة. .وعمه الذي رفض طلبه  كان منازعا"لأبيه على سيادة كندة بعد وفاة جده عمير. ..
           ***    ***
القصيدة :
وَإِن الَّذي بَيني وَبَين بَني أَبي
                       وَبَينَ بَني عَمّي لَمُختَلِفُ جِدّا
أَراهُم إِلى نَصري بِطاءً وَإِن هُم
                       دَعَوني إِلى نَصرٍ أَتيتُهُم شَدّا
فَإِن يَأكُلوا لَحمي وَفَرتُ لحومَهُم
                وَإِن يَهدِموا مَجدي بنيتُ لَهُم مَجدا
وَإِن ضَيَّعوا غيبي حَفظتُ غيوبَهُم
              وإن هم هووا غيّي هويت لهم رُشدا
وَإِن زَجَروا طَيراً بِنَحسٍ تَمرُّ بي
                    زَجَرتُ لَهُم طَيراً تَمُرُّ بِهِم سَعدا
وَإِن هَبطوا غوراً لِأَمرٍ يَسوءني
                         طَلَعتُ لَهُم ما يَسُرُّهُمُ نَجدا
فَإِن قَدحوا لي نارَ زندٍ يَشينُني
                    قَدَحتُ لَهُم في نار مكرُمةٍ زَندا
وَإِن بادَهوني بِالعَداوَةِ لَم أَكُن
                       أُبادِههُم إِلّا بِما يَنعَت الرُشدا
وَإِن قَطَعوا مِنّي الأَواصِر ضَلَّةً
                    وَصَلتُ لَهُم منّي المَحَبَّة وَالوُدّا
وَلا أَحمِلُ الحِقدَ القَديمَ عَلَيهِم
              وَلَيسَ كَريمُ القَومِ مَن يَحمِلُ الحِقدا
لَهُم جُلُّ مالي إِن تَتابَعَ لي غنّى
                     وَإِن قَلَّ مالي لَم أُكَلِّفهُم رِفدا
وَإِنّي لَعَبدُ الضَيفِ ما دامَ نازِلاً
               وَما شيمَةٌ لي غَيرُها تشبه العبدا   
   للشاعر  (المقنع الكندي )
      ***    ***
 بقلم؛  مصطفى مزريب.أبوبسام
         جبلة.سورية مباشر الآن
 
Top