#كبرياء_عنيد
✏ بقلمي #ماجدة_رجب
لم تنس هذه المرّة أنّه أوصد الباب بقوة لم تعهدها منه ،، وأنه تمتم بكلمات لا تُفهم وغادر بعد أن تركها والكلام يغصّ بحنجرتها و يأبى حتى الخروج من حلقها ،ثم بكت بحرقة والتزمت صمتها الذي عصر فؤادها عصرا و حرق أحشاءها ممّا جعلها تتأوّه من شدّة وجع لم تحسّه من قبل ...
تردّدت في البداية ،،،وكأنّها ستواجه ما قد يزيد الطين بلّة...ثم توجهت إلى غرفة النوم ، بهدوء شربته مع أنفاسها المختنقة علّ فؤادها يستكين به ،ودخلت تبحث عن شئ ما ولو كان هذا الشئ بسيطا ،من أدباشه، فقد تعودت رماح على رائحة صابر التي سكنت قلبها وروحها قبل أن تسكت رائحته بيتها ليألفها أنفها ،،،
رماح ، هذه المرّة أحسّت أنها افتقدته إلى الأبدِ ، فقد لاحظت تغيّرا رهيبا في معاملته لها، ارتباكه الشديد حين كان يلملم أدباشه بسرعة فائقة أذهلتها ،وكأنه يخاف أن يتردّد أو يتراجع في موقفه الذي أخذه في لحظة انفعال و غضب شديدين ،
فهو لم يفكر حتّى فيها أو في نفسه ،أين عساه يذهب ومع من ستبقى هي، فهي ملاذه وهو ملاذها الوحيد ...
دخلت الغرفة بحثت ،،هنا وهناك لقد أخذ كل شئ،،،،،،
ملابسه أوراقه ، حتى الصور القديمة التي التقطها لها أيام تعارفهما لم ينسها ،،،
أخذت رماح نفسا عميقا و ارتمت على أريكة في زاوية من الغرفة ثمّ أخذتها شهقة بكاء مرّ ،وكأنّها أحسّت هذه المرّة أنّه فارقها بلا رجعة...
ثمّ أخذت تكلّم نفسها علّها تجد حلاّ لمُصابها أو تهدّئ من نفسها ،،،
قائلة:
لو كان صابر يحبني ما كان غادر بهذه السرعة ولفكّر ألف مرّة قبل أن يغادر ،،لو كان صابر يريدني كما أنا أريده، ما كان تسرع في الحكم عليّ و الخروج بهذه الطريقة المخجلة ولتفهّم لمَ أنا فعلت هكذا،،
لو كان كذا ما كان فعل كذا،،لو ،لو،لو،أخذت احتمالاتها تأخذها إلى متاهات بعيدة..
ثمّ أردفت قائلة لمَ سمَوه صابر وهو لا يعرف من الصبر صبرا وكأنها تستهزئ بإسمه الذي لا ينطبق على طباعه ،فهو المتسرّع دائما في أخذ القرار حتّى أنه لا يحبّ الرأي المخالف ويظنّ أنّ من تربّى في عائلة أصيلة متديّنة إلى أبعد حد لا يخطئ في القرارات وأنّ رأيه دائما هو الصائب ...
كانت هواجسها تأخذها هنا وهناك ،أين عساه ذهب ،ماذا عساه سيفعل في هذه الليلة الباردة ،كيف سيدق الأبواب في هذه الليلة الحالكة بكلّ معانيها وهو الوحيد في عائلته بعد أن توفي والداه ولم يكن له من ملجأ سواها ...
فجأة لمحت ورقة تطلّ من تحت الكرسي الذي يتواجد قبالتها ،،بسرعة فائقة انتفضت واسرعت لترى ما خطّ عليها ، وبما عساه قد فكّر قبل أن يغادر ويرحل،،
فتحت الورقة بلهفة جنونية وكأنها تريد كشف سرّ غامض يختبئ بين طيّاتها ،،
فوجدت «ويحدث أن تشتاق إلى أحدهم لكنك لا تخبره....فقط،،، تبتسم فى داخلك ،،،وتقول اتمنّى ان يكون بخير فقط»
تلعثمت أفكارها ترى لمن كُتبت هذه الكلمات ؟أهي لي أم أن لصابر إمرأة في حياته ويتحجّج بما وقع من خلاف بيننا ؟؟؟
أخذتها هواجسها هنا وهناك ثمّ استفاقت من وسوسة وهواجس لا معنى لها.
حينها أدركت أن كبرياءه ما جعله يبتعد عنها رغم مايكنّه لها من محبّة كبيرة داخله ،فهو حتى وان ابتعد فهو لا يحبّ لها الّا الخير ،ثمّ أخذت تعيب عليه في كونها لم تخطئ في حقّه لدرجة أنّه ينفعل بذاك الإنفعال وأنّ كبرياءه العنيد ما جعله لا يتراجع وتذكّرت ما كان يقوله دائما«لا يكون الرجل رجلا اذا تراجع في قراراته الرجل بكلمته ،وبمواقفه الصارمة الرجل لا يتراجع ،فهو الذي يرى التراجع ضعفا وهو ليس من سيم الرجال العقلاء »
ابتسمت ابتسامة جريحة لأنّها تعرف أنّه مخطئ في حقها بسبب تغيبها هذا الصباح عن البيت وسبب غلقها هاتفها لفترة طويلة دون أن تشرح له أسبابها لأنّها تعرف مسبّقا عقده التي تكرهها فيه وعدم ثقته بالنساء حتى ولو كانت هي برغم كل التفاني والولاء الذي قدمته له ،، فقد تسرّع في أخذ القرار هذه المرّة وأن القرارات لا تؤخذ في لحظة الإنفعال و الغضب،،، فقد تُهدم وتتفكّك الأسرر وقد يأتي الندم بعد فوات الأوان.....
ثمّ عادت و ارتمت على الأريكة وكأنّها تخاطب صابر وهي تمسك بالورقة التي تركها ،أو كأنّها تريد أن تنسى ما فعله صابر هذه المرّة مع أنّمافعل لا يٌنسى،،،،
ارحل يا منية القلب ويا من كنت سكَني
ارحل يا شهقة نياط القلب من قطع الوتين
ارحل يا من بذبحكَ قطعتَ حبل الوريد
أخذت الورقة بين يديها وكأنّها تدللها تفتحها تقرأها ثم تغلقها لمرات ومرات الى أن روادتها فكرة وكأنّها تأمل عودته حين يهدأ ويعود إلى رشده،،،
لملمت ما يلزمها من حاجياتها لفترة من الزمن واتجهت الى بيت صديقتها ،فهي التي تخاف الوحدة والنوم بمفردها فهي ترى الكوابيس حين تكون بمفردها ،وتركت رسالة خطت عليها حروفا وكأن جرحها سيندمل بها،،،
ما كان عليك أن تترك معدنا
لو ماكنت واثقا أنه لن يصدأ
وماكنت تركته لهوى منفردا
لو ماكنت واثقا من أن الهواء
لن يغير لونه الى غير لون الأصل
ثم وضعت الرسالة على مائدة كان يجلسان حولها وقت العصر ليرتشفا شايهما المعتاد عليها وتشاركهما المائدة كلّ أحداث يومهما من مرّه وحلوه ...
ثمّ أخذت تلوح بنظراتها في كلّ ركن من أركان البيت
وتتلمّس الأثاث برفق ثمّ الجدران وكأنّها تودّع المكان ...
و إذ بها تسمع أزيز باب يُفتح وكأن هناك من يريد فتح الباب و لا يريد أن يتفطّن إليه أحد،،، ثمّ تكتكتة خفيفة وراءها فذُعرت وصاحت صيحة لم تكتمل وسقطت مغشيّا عليها....
✏ بقلمي #ماجدة_رجب
لم تنس هذه المرّة أنّه أوصد الباب بقوة لم تعهدها منه ،، وأنه تمتم بكلمات لا تُفهم وغادر بعد أن تركها والكلام يغصّ بحنجرتها و يأبى حتى الخروج من حلقها ،ثم بكت بحرقة والتزمت صمتها الذي عصر فؤادها عصرا و حرق أحشاءها ممّا جعلها تتأوّه من شدّة وجع لم تحسّه من قبل ...
تردّدت في البداية ،،،وكأنّها ستواجه ما قد يزيد الطين بلّة...ثم توجهت إلى غرفة النوم ، بهدوء شربته مع أنفاسها المختنقة علّ فؤادها يستكين به ،ودخلت تبحث عن شئ ما ولو كان هذا الشئ بسيطا ،من أدباشه، فقد تعودت رماح على رائحة صابر التي سكنت قلبها وروحها قبل أن تسكت رائحته بيتها ليألفها أنفها ،،،
رماح ، هذه المرّة أحسّت أنها افتقدته إلى الأبدِ ، فقد لاحظت تغيّرا رهيبا في معاملته لها، ارتباكه الشديد حين كان يلملم أدباشه بسرعة فائقة أذهلتها ،وكأنه يخاف أن يتردّد أو يتراجع في موقفه الذي أخذه في لحظة انفعال و غضب شديدين ،
فهو لم يفكر حتّى فيها أو في نفسه ،أين عساه يذهب ومع من ستبقى هي، فهي ملاذه وهو ملاذها الوحيد ...
دخلت الغرفة بحثت ،،هنا وهناك لقد أخذ كل شئ،،،،،،
ملابسه أوراقه ، حتى الصور القديمة التي التقطها لها أيام تعارفهما لم ينسها ،،،
أخذت رماح نفسا عميقا و ارتمت على أريكة في زاوية من الغرفة ثمّ أخذتها شهقة بكاء مرّ ،وكأنّها أحسّت هذه المرّة أنّه فارقها بلا رجعة...
ثمّ أخذت تكلّم نفسها علّها تجد حلاّ لمُصابها أو تهدّئ من نفسها ،،،
قائلة:
لو كان صابر يحبني ما كان غادر بهذه السرعة ولفكّر ألف مرّة قبل أن يغادر ،،لو كان صابر يريدني كما أنا أريده، ما كان تسرع في الحكم عليّ و الخروج بهذه الطريقة المخجلة ولتفهّم لمَ أنا فعلت هكذا،،
لو كان كذا ما كان فعل كذا،،لو ،لو،لو،أخذت احتمالاتها تأخذها إلى متاهات بعيدة..
ثمّ أردفت قائلة لمَ سمَوه صابر وهو لا يعرف من الصبر صبرا وكأنها تستهزئ بإسمه الذي لا ينطبق على طباعه ،فهو المتسرّع دائما في أخذ القرار حتّى أنه لا يحبّ الرأي المخالف ويظنّ أنّ من تربّى في عائلة أصيلة متديّنة إلى أبعد حد لا يخطئ في القرارات وأنّ رأيه دائما هو الصائب ...
كانت هواجسها تأخذها هنا وهناك ،أين عساه ذهب ،ماذا عساه سيفعل في هذه الليلة الباردة ،كيف سيدق الأبواب في هذه الليلة الحالكة بكلّ معانيها وهو الوحيد في عائلته بعد أن توفي والداه ولم يكن له من ملجأ سواها ...
فجأة لمحت ورقة تطلّ من تحت الكرسي الذي يتواجد قبالتها ،،بسرعة فائقة انتفضت واسرعت لترى ما خطّ عليها ، وبما عساه قد فكّر قبل أن يغادر ويرحل،،
فتحت الورقة بلهفة جنونية وكأنها تريد كشف سرّ غامض يختبئ بين طيّاتها ،،
فوجدت «ويحدث أن تشتاق إلى أحدهم لكنك لا تخبره....فقط،،، تبتسم فى داخلك ،،،وتقول اتمنّى ان يكون بخير فقط»
تلعثمت أفكارها ترى لمن كُتبت هذه الكلمات ؟أهي لي أم أن لصابر إمرأة في حياته ويتحجّج بما وقع من خلاف بيننا ؟؟؟
أخذتها هواجسها هنا وهناك ثمّ استفاقت من وسوسة وهواجس لا معنى لها.
حينها أدركت أن كبرياءه ما جعله يبتعد عنها رغم مايكنّه لها من محبّة كبيرة داخله ،فهو حتى وان ابتعد فهو لا يحبّ لها الّا الخير ،ثمّ أخذت تعيب عليه في كونها لم تخطئ في حقّه لدرجة أنّه ينفعل بذاك الإنفعال وأنّ كبرياءه العنيد ما جعله لا يتراجع وتذكّرت ما كان يقوله دائما«لا يكون الرجل رجلا اذا تراجع في قراراته الرجل بكلمته ،وبمواقفه الصارمة الرجل لا يتراجع ،فهو الذي يرى التراجع ضعفا وهو ليس من سيم الرجال العقلاء »
ابتسمت ابتسامة جريحة لأنّها تعرف أنّه مخطئ في حقها بسبب تغيبها هذا الصباح عن البيت وسبب غلقها هاتفها لفترة طويلة دون أن تشرح له أسبابها لأنّها تعرف مسبّقا عقده التي تكرهها فيه وعدم ثقته بالنساء حتى ولو كانت هي برغم كل التفاني والولاء الذي قدمته له ،، فقد تسرّع في أخذ القرار هذه المرّة وأن القرارات لا تؤخذ في لحظة الإنفعال و الغضب،،، فقد تُهدم وتتفكّك الأسرر وقد يأتي الندم بعد فوات الأوان.....
ثمّ عادت و ارتمت على الأريكة وكأنّها تخاطب صابر وهي تمسك بالورقة التي تركها ،أو كأنّها تريد أن تنسى ما فعله صابر هذه المرّة مع أنّمافعل لا يٌنسى،،،،
ارحل يا منية القلب ويا من كنت سكَني
ارحل يا شهقة نياط القلب من قطع الوتين
ارحل يا من بذبحكَ قطعتَ حبل الوريد
أخذت الورقة بين يديها وكأنّها تدللها تفتحها تقرأها ثم تغلقها لمرات ومرات الى أن روادتها فكرة وكأنّها تأمل عودته حين يهدأ ويعود إلى رشده،،،
لملمت ما يلزمها من حاجياتها لفترة من الزمن واتجهت الى بيت صديقتها ،فهي التي تخاف الوحدة والنوم بمفردها فهي ترى الكوابيس حين تكون بمفردها ،وتركت رسالة خطت عليها حروفا وكأن جرحها سيندمل بها،،،
ما كان عليك أن تترك معدنا
لو ماكنت واثقا أنه لن يصدأ
وماكنت تركته لهوى منفردا
لو ماكنت واثقا من أن الهواء
لن يغير لونه الى غير لون الأصل
ثم وضعت الرسالة على مائدة كان يجلسان حولها وقت العصر ليرتشفا شايهما المعتاد عليها وتشاركهما المائدة كلّ أحداث يومهما من مرّه وحلوه ...
ثمّ أخذت تلوح بنظراتها في كلّ ركن من أركان البيت
وتتلمّس الأثاث برفق ثمّ الجدران وكأنّها تودّع المكان ...
و إذ بها تسمع أزيز باب يُفتح وكأن هناك من يريد فتح الباب و لا يريد أن يتفطّن إليه أحد،،، ثمّ تكتكتة خفيفة وراءها فذُعرت وصاحت صيحة لم تكتمل وسقطت مغشيّا عليها....