GuidePedia


View : counter
القلب الباكي =3

قصيدة بقلم الشاعررمزي عقراوي

انا يا وطني …

لم ابكِ آسَفاً …!

لظلام ليل طويل !

ولا لغطرسة الطاغوت

على كرامة الأنسان – العليل

المثخن بتقيحات الجرح الأليم

والطبع الهزيل …

بل ابكي .. لمرأى أشبال أبرياء

قد ضلوا السبيل

للانعتاق من ويلات الحروب

وشر التقتيل

للخلاص  من الدمار المميت

وهول التضليل

مضرجون بدمائهم الزكية

دون جميل !

وقد علقوا – ظلمأ –

على أعواد المشانق والتهويل!

********

أنا يا وطني … لم أبك…

لابطال ينشدون المستحيل

ولا لارض كوردستان…

وقد خُلِيَتْ من ابنائها …

لبطش – فرعون الذليل !!

بل ابكي ..! لجيل قد خان

قضيته المفعمة بالذهول

لقوم تاه منذ قرون …

بين شعاب الظلم والخمول !

*****

أنا يا وطني … لم ابك…

لحرمان شعبي من حقوقه المشروعة

ولا لاستبداد الطغاة …

بعقول جماهير أًمتي المخضوعة…

لخشخشة الدنانير الزُّرقّ

ولأهواء الطواغيت المجدوعة !!

بل ابكي لفتيات طاهرات

يغتصب أعراضهن الأدنياء !

لمزارع تلتهبها النيران الآكلة

للآكام بأشداق خرساء !

لأطفال ، ونساء، وشيوخ …

تحطمهم الطائرات المُغيرة في الأجواء

لطيور وبلابل … وعصافير …

تطاردها القنابل في البطحاء !

لزهور وورود يانعة

تذروها الرياح العفنة الهوجاء

لغدائر .. ورياض …وأشجار

باسقة … وسُحب بيضاء !

لمساجد وصوامع وكنائس

يرفع فيها اسم ( الله ) …

كل صباح .. ومساء !

*******

انا يا وطني … لم ابك…

لشظف العيش الذي يحيا فيه الفقراء

ولا للظلم الاسود !

الذي ترعرعت فيه امتي الشماء !

بل ابكي … عندما …

أرى الطاغي المستكبر يزجر البسطاء

حين أراه يكربج …

ظهور المتعبين والكادحين …

لأجل خاطر الدخلاء …

والغرباء !

********

كلما هبَّ في العراق

(( طالب الحق ))!

يدعو شعبه الى الاصلاح !

أتهموه – باطلاً – (بالخيانة والعمالة )

لجيوب – غريبة الوشاح !

وحارَبوه سراً وعلانيةً لاسكات

صوته الهادر المنبعث في البطاح !

هكذا ( الحق المشروع ) يتيه

في لجج الفوضى وضجيج الاشباح

هكذا الشعب يغفو- مطمئناً-

في سكرة الكرى – دون فصاح !

عن رأيه في غث وسمن …

ما يقوله ( أولوا المزاح ) !!!

حيث سحقتنا – ظلماً وعدواناً-

أنياب الذئاب … والكلاب !

وضروس (الثعلب السفاح) !!!

فكيف لا ينزف دماً قانياً…

قلبي المغمور بقيح الجراح ؟!

وكيف لا يبكي … صامتاً…

بعبرات تذوِّبُ حتى فجر الصباح ؟!

فيُلقى بالطغاة المستبدين

تحت أقدام تباشير اللّياح

********

فأنت يا وطني الحبيب

ملء كياني … وأفراحي!

غايتي القصوى … التضحية

لكرامتك الملأى بزهر الاقاح

حيث لم أذعن لظلم المأجورين

ابداً في بكرة الصباح …

ولم اُبالِ بما سيفعله …؟!

الممسكون بزمام أشرعة الرياح !

وإنْ سفكوا دمي …

وهو مباح لثغر الوطن الصداح

وبما أن هذا عصر … قد

تفشَّتْ فيه (عنصرية السفاح)

((غير أني أرى من خلاله شمساً))

ستنير شعاب الظلام كالمصباح

وقد غدر الزمان أُمتي !

لكنها ستردُّ يوماً مجدها الوضاح -

بكل بأس شديد

من همّةِ (صنديدٍ)!؟!

بعزم الكفاح

ضد المستعبدين الاُلى …

حكموا شعوب العراق بقوة السلاح !

فتشرق الشمس ضاحكة

على بيادر المزارع والفلاح

وتضيء أرجاء الوطن الجميل

بأنوار السرور وعبق الافراح

وتنير الدروب المظلمة …

نجوم التآخي وأقمار الصباح !

((( كتبتُ هذه القصيدة سنة  1975 وهي عام النكسة الأليمة في التأريخ الكوردي المعاصر ولم يسبق لها النشر لحد اليوم )))

*** قصيدة بقلم الشاعر رمزي عقراوي من مخطوطته الشعرية المسماة – سلاماً بلاد الكورد – سلاماً يا وطني 2015

 19 = 6 = 2019
 
Top