GuidePedia

آخر خبر
———
أحاول أن أجدد عمري قبل المشوار وقبل النزول إلى المياه الجارية في نهرٍ ينقل المواضيع على وتيرة مختلفة من مفاهيم الموج الساكن على بشرة النهار وكأن السمرة هي السمة المؤشرة في سواعد السعاة .
ما كان يعنيني الفشل أو النجاح بقدر ما تهمني النقلة الأولى لرجلي اليمين ثم تتبعها الرجل الشمال أو إنطلاقة السيارة بعد فتح باب المرآب على مصراعيه ومن هنا عرفت أن الجلوس هو بمثابة درساً قاسياً يتعلمه الراكبون يحصل على نتيجة مضمونة من الصبر المعلب في علب السردين لا يقبل الغلق مرة أخرى ويكتفي بالتذوق بإصبع قريب من الصدفة المنزوعة من الشباك كما لو أن السنارة في خياشيم المبادئ .
كان بودي أن يطول عمري يوماً لأرى آخر مشروع خططه رئيسي المبجل أو أقف قليلاً مع روحي قبل المعراج إلى السماء وأفتهم ما قاله المعزون عني داخل الخيمة المنصوبة وسط الطريق المؤدي الى داري وحبذاً لو كان ردي أنيقاً يليق بتلك القلوب المعتصرة حزناً لأجلي.
قبل أن أكتب كانت رغبتي جامحة في سد الفراغ الحاصل في الصفحة  وليقولوا عني ما يقولوا ، كوني شديد التأثر بالرياح الموسمية القادمة من الشمال وضباب الخليج الذي يعمّ على سفينتي المحملة بأطنان من غاياتي وأمنياتي التي أهترأت من جراء حصار الزمن القاسي في عهد الديمقراطية .
بعدما أكتشفَ العلماء أن الدنيا هي الدنيا والأرض مكورة تدور حول نفسها أكتشفتُ أن أرواح السماء تغزو أبدان الأرض وتستوي فيها الجبال والسهول تحت رحمة المطر النازل بشوق كبير لدفء القشرة الأرضية الساخنة من عمليات تنقيب البترول عندما أتعبنا فرك الحجر  بحجر للنيل من الشرارة الأولى في شعلة القلوب النقية ونبدأ بالعيش في أرض الله الواسعة .
سمعت يوماً أحدى النائحات تولول عن هذا الدهر وتذم الفراق وتعتب على الغياب ، يردد الصدى بشهادة الزور ، لا شيء يحدث ولا هم يحزنون ، نال أبوها الشهادة في سبيل الأرض ونال أخوها الشهادة في سبيل العرض ونال زوجها الشهادة في سبيل المال والنتيجة لا صحيفة تنشر صفحة الوفيات ولا شاشة تذكر الولادات ولا مذيع سمعته يقرأ خبر الحياة فوق الكرة الأرضية ، لأنها مخصصة للذوات ، للساسة ، للقضاة ، لا مكان إذاً للحفاة ..تجري الدنيا كما تشاء الرياح فمنْ يرفع شراعه للشمال يأخذه الجنوب والعكس صحيح .متى نكتب آخر خبر ..
——————
عبدالزهرة خالد
البصرة /١٥-١-٢٠١٩


 
Top