الأرزاق و علاقتها بالأموال
السعيد أحمد عشي
إن الغنى يتحقق في الأصل بالأرزاق ، فالأفراد و الدول الذين يستخرجون الذهب يغتنون بالذهب الذي يستخرجونه و الذين يستخرجون الفضة و النحاس و الحديد و البترول يغتنون بما يستخرجون ، و الذين يربون الإبل و الأبقار و الخيول و الأغنام يغتنون بما ينتجون ، و الذين يستغلون الأراضي في زراعة الحبوب و الخضر و الفواكه يغتنون بما ينتجون ، و الذين يستغلون أشجار الغابات في إنتاج الأخشاب و الزيوت و الأصماغ و المطاط و غيرها يغتنون بما ينتجون ، و الذين يستغلون النحل و دودة القز في إنتاج العسل و الحرير يغتنون بما ينتجون .
إن العباد عرفوا الله عن طريق الأرزاق و من الأرزاق جاءت كلمة الرزاق التي هي اسم من أسماء الله ، و إن كون العملات النقدية هي ثمرة المنتجات التي يبيعونها هي السبب في تسمية الأموال بالأرزاق . من خلال ما سبق نفهم بأنه لولا وجود الأرزاق لما فكر الناس في وجود الله المسمى بالرزاق ، و لما أطلق اسم الأرزاق على العملات و الأموال .
إن العملات النقدية مرت بمراحل متعددة و تمت تسميتها بأسماء مختلفة ك (الورِق ) كما جاء في سورة الكهف (فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19) و أطلق عليها اسم الدراهم كما جاء في سورة سيدنا يوسف عليه السلام : (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20) كما نسبت إلى المعادن التي صنعت منها كالفضة كما هو الشأن عند الفرنسيين الذين يطلقون كلمة (ARGENT) على النقود ، و لقد تم صك العملات من النحاس الذي مازالت بعض قطعه في المتاحف ، كما تم صكها من الذهب و الفضة و حتى من الورق ، و قد تكون المجتمعات البدائية قد استعملتها في شكل حجارة أو ألواح خشبية لم تسجل عليها الكتابة المجهولة في تلك العصور .
إن كون الأموال التي تسمى أيضا (بالصرف) و تجزئة لقيمة ما يباع و يشترى بها عبارة عن مجرد وسيلة لتبادل المنتجات و الأرزاق ذات القيمة الحقيقية جعل الناس لا يعيرون اهتماما لقيمة العملات في حد ذاتها لأن هذه العملات كانت تستعمل كعقود استدانة بين المتعاملين بها ، و كان المتعاملون كلهم محل ثقة لأنهم جميعا يتبادلون المنتجات بتلك العملات . لقد كانت العملات تستخدم في مجالات التجارة فقط و لم تستخدم في مجالات التوظيف و العمل و كانت أموال الحكام و الحراس و الجند و الفقراء من الخراج و الضرائب و الزكاة و ما شابه ذلك .
إن اعتبار الناس للعملات النقدية أموالا و اعتبارهم للأموال أرزاقا و اعتبارهم للأرزاق قادمة من عند الله لم يستدع نسب العملات إلى الأفراد و الدول و لم يستدع وجود احتياطات ذهبية كضامن لتعويض القيمة في حالة عدم وجود المنتجات المقابلة للعملة ، كما أن عملات الفضة و الذهب التي تقدر حسب الوزن قد أبقى التعامل بالعملات عالميا و أبقى العملات عبارة عن مجرد وسيلة لمقايضة المنتجات بعضها ببعض . إن السبب في تحويل العملات إلى نفس الأرزاق هو دفعها كأجور للعمال ، لقد كانت أجور العمال من منتجات أرباب العمل ، فلما أصبحت العملات عبارة عن أجور العمال و ليست قيمة للمنتجات أصبحت أجور العمال و كأنها هي المنتجات و أصبحت المنتجات و كأنها هي العملات التي تشترى بها . لقد أصبحت الأموال تحصد قبل حصاد الأرزاق . إن هذه العملية العكسية هي التي جعلت الدول التي تقوم بصك العملات النقدية و البرجوازيين و كأنهم هم الذين يرزقون العباد و ليس الله . و هي السبب في تحويل قادة الدول إلى آلهة .
إن العودة إلى التوحيد لا تتحقق إلا بتوحيد العملة و جعلها عبارة عن قيمة عامة لجميع المنتجات و جعل أجور العمال من نفس منتجات المنتجين أو من قيمة تلك المنتجات و ليس من العملات التي يتم صكها مباشرة . إن دفع أجور العمال من العملات التي يتم صكها مباشرة يعني أن الدول هي التي ترزق العباد قبل الله ، أما دفع أجور العمال من العملات التي يحصل عليها المنتجون أولا فيعني أن ارتزاق العمال مما رزق الله به المنتجين . إن ارتزاق العمال مما رزق الله به المنتجين هو النظام المنطقي السليم و هو الصراط المستقيم الذي يدعو الناس أن يهديهم الله إليه . إنه بهذا النظام يتخلص العالم من طغيان (دونالد ترامب) و (نتانياهو) و جميع رؤساء و ملوك دول العالم . إن اقتراحي استعمال جميع دول العالم للعملة الإلكترونية التي يمكن صبها و إنفاقها آليا فقط قد تساهم في حل مشكل كنز الأموال و التهرب الضريبي و بخس العمال لقيمة المنتجات و بخس أرباب العملات للأجور التي تدفع للعمال . إن دفع الدول لقيمة المنتجات يؤدي إلى ملكية الدولة للمنتجات التي دفعت قيمتها و التي ستوزعها على الذين حصلوا على أجورهم من عند المنتجين . صحيح أن هذه العملية معقدة و لكن لا حل سواها إلا العودة إلى المقايضة
باتنة في 30/01/2019
السعيد أحمد عشي
السعيد أحمد عشي
إن الغنى يتحقق في الأصل بالأرزاق ، فالأفراد و الدول الذين يستخرجون الذهب يغتنون بالذهب الذي يستخرجونه و الذين يستخرجون الفضة و النحاس و الحديد و البترول يغتنون بما يستخرجون ، و الذين يربون الإبل و الأبقار و الخيول و الأغنام يغتنون بما ينتجون ، و الذين يستغلون الأراضي في زراعة الحبوب و الخضر و الفواكه يغتنون بما ينتجون ، و الذين يستغلون أشجار الغابات في إنتاج الأخشاب و الزيوت و الأصماغ و المطاط و غيرها يغتنون بما ينتجون ، و الذين يستغلون النحل و دودة القز في إنتاج العسل و الحرير يغتنون بما ينتجون .
إن العباد عرفوا الله عن طريق الأرزاق و من الأرزاق جاءت كلمة الرزاق التي هي اسم من أسماء الله ، و إن كون العملات النقدية هي ثمرة المنتجات التي يبيعونها هي السبب في تسمية الأموال بالأرزاق . من خلال ما سبق نفهم بأنه لولا وجود الأرزاق لما فكر الناس في وجود الله المسمى بالرزاق ، و لما أطلق اسم الأرزاق على العملات و الأموال .
إن العملات النقدية مرت بمراحل متعددة و تمت تسميتها بأسماء مختلفة ك (الورِق ) كما جاء في سورة الكهف (فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19) و أطلق عليها اسم الدراهم كما جاء في سورة سيدنا يوسف عليه السلام : (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20) كما نسبت إلى المعادن التي صنعت منها كالفضة كما هو الشأن عند الفرنسيين الذين يطلقون كلمة (ARGENT) على النقود ، و لقد تم صك العملات من النحاس الذي مازالت بعض قطعه في المتاحف ، كما تم صكها من الذهب و الفضة و حتى من الورق ، و قد تكون المجتمعات البدائية قد استعملتها في شكل حجارة أو ألواح خشبية لم تسجل عليها الكتابة المجهولة في تلك العصور .
إن كون الأموال التي تسمى أيضا (بالصرف) و تجزئة لقيمة ما يباع و يشترى بها عبارة عن مجرد وسيلة لتبادل المنتجات و الأرزاق ذات القيمة الحقيقية جعل الناس لا يعيرون اهتماما لقيمة العملات في حد ذاتها لأن هذه العملات كانت تستعمل كعقود استدانة بين المتعاملين بها ، و كان المتعاملون كلهم محل ثقة لأنهم جميعا يتبادلون المنتجات بتلك العملات . لقد كانت العملات تستخدم في مجالات التجارة فقط و لم تستخدم في مجالات التوظيف و العمل و كانت أموال الحكام و الحراس و الجند و الفقراء من الخراج و الضرائب و الزكاة و ما شابه ذلك .
إن اعتبار الناس للعملات النقدية أموالا و اعتبارهم للأموال أرزاقا و اعتبارهم للأرزاق قادمة من عند الله لم يستدع نسب العملات إلى الأفراد و الدول و لم يستدع وجود احتياطات ذهبية كضامن لتعويض القيمة في حالة عدم وجود المنتجات المقابلة للعملة ، كما أن عملات الفضة و الذهب التي تقدر حسب الوزن قد أبقى التعامل بالعملات عالميا و أبقى العملات عبارة عن مجرد وسيلة لمقايضة المنتجات بعضها ببعض . إن السبب في تحويل العملات إلى نفس الأرزاق هو دفعها كأجور للعمال ، لقد كانت أجور العمال من منتجات أرباب العمل ، فلما أصبحت العملات عبارة عن أجور العمال و ليست قيمة للمنتجات أصبحت أجور العمال و كأنها هي المنتجات و أصبحت المنتجات و كأنها هي العملات التي تشترى بها . لقد أصبحت الأموال تحصد قبل حصاد الأرزاق . إن هذه العملية العكسية هي التي جعلت الدول التي تقوم بصك العملات النقدية و البرجوازيين و كأنهم هم الذين يرزقون العباد و ليس الله . و هي السبب في تحويل قادة الدول إلى آلهة .
إن العودة إلى التوحيد لا تتحقق إلا بتوحيد العملة و جعلها عبارة عن قيمة عامة لجميع المنتجات و جعل أجور العمال من نفس منتجات المنتجين أو من قيمة تلك المنتجات و ليس من العملات التي يتم صكها مباشرة . إن دفع أجور العمال من العملات التي يتم صكها مباشرة يعني أن الدول هي التي ترزق العباد قبل الله ، أما دفع أجور العمال من العملات التي يحصل عليها المنتجون أولا فيعني أن ارتزاق العمال مما رزق الله به المنتجين . إن ارتزاق العمال مما رزق الله به المنتجين هو النظام المنطقي السليم و هو الصراط المستقيم الذي يدعو الناس أن يهديهم الله إليه . إنه بهذا النظام يتخلص العالم من طغيان (دونالد ترامب) و (نتانياهو) و جميع رؤساء و ملوك دول العالم . إن اقتراحي استعمال جميع دول العالم للعملة الإلكترونية التي يمكن صبها و إنفاقها آليا فقط قد تساهم في حل مشكل كنز الأموال و التهرب الضريبي و بخس العمال لقيمة المنتجات و بخس أرباب العملات للأجور التي تدفع للعمال . إن دفع الدول لقيمة المنتجات يؤدي إلى ملكية الدولة للمنتجات التي دفعت قيمتها و التي ستوزعها على الذين حصلوا على أجورهم من عند المنتجين . صحيح أن هذه العملية معقدة و لكن لا حل سواها إلا العودة إلى المقايضة
باتنة في 30/01/2019
السعيد أحمد عشي