خر صفحة من التّوراة

العنوان ~ آخر صفحة من التّوراة
بقلم ~ فتحي الحمزاوي

رحلةٌ نحو بقاعي
أجلسُ في آخر مقعدْ
أفتحُ الصّفحةَ في آخر توراةْ
لم تكن في يد موسى
أقرأُ الآن بصوت هامس :
يبدأ العالمُ في قضم الأظافرٍ
تتهاوى السُّحُبُ القارّيّةُ
فوق خطّ المارّة العمياء
أفتحُ الصّفحةَ في آخر توراة
أقرأ النّشرة سرّا
تحبلُ القريةُ من جارٍ جديد
تضعُ المولودَ في كيس القمامهْ
تتمنّى أن يصيرَ الحاكمَ القادمَ
أقرأُ الآن بصوت يائسٍ
قطعَ النّهرُ طريقا رابطا بالبحرِ
ضلّ الماءُ عنوانه
سرق اللّيلُ ندى الفجرِ
توارى في السّواحلْ
خائفا من وهج الشّمسْ
أفتحُ الصّفحةَ في آخر توراة
غابةٌ مثمرةٌ ليس لها حارسْ
ومياهٌ عذْبَةٌ حاريةٌ
غابَ عنها العاشقُ
ونبيٌّ غائبٌ في وحيهِ
وتعاويذَ قديمهْ
أفتحُ الصّفحةَ... في آخر سطرٍ
يبدأُ الكاهنُ في قتل الجواري
يختلي في الصّومعهْ
ليلةً كاملةً... ينظرُ في الفنجان، يسألْ
عن نبوءات جديدهْ
أجلسُ في آخر مقعدْ
في قطار الغائبينَ
عن صلاة موسميّهْ
بين أشجار الحديقهْ
أسألُ التّذكرةَ المكتئبهْ
عن موعد العودة نحوَ القِبلة الأولى
يُخرجوني عنوةً من مقعدي
تختفي التّوراة من بين يدي
وتموتُ التّذكرهْ

بقلم ~ فتحي الحمزاوي