الشاعر إسماعيل هموني
أيها الحوار ؛
كن طريق العشب كي يعبر الماء بين الظلال ؛
مازلت أنشد طريق الغياب ؛ و أدنو من كل ارتياب بحثا عني و عنها في أصداف
مختلفة . أثناء كل عبور كنت أمد يدي إليها غير آبه لعواصف الحلم . كانت تعلم
أني كالطائر المهاجر حين أحط على قلبها سأغادر بعد هطول المطر . لأني
أريدها أن تغتسل من لسعة الغياب بالغياب و المطر معا . غير أنها كانت على
يقين أن أوبتي إليها غير قابلة للغمغمات أو الرحيل .
كنت أعلم قلبي المشي على نبض مثنى ؛ وكنت أراني أقرب إلى التائب
الآيب من كل سفر بعيد . لن يرتاح إلا في دفء عينيها . وهي تنهشني
بعيونها الفتاكة كانت تعلم أني طفل يقظ وفطن . فلم تكن تسعى إلى تكبيلي
إلا بسكرة في دالية وقتها . تعرض على الطفل جواهر روحها ليسكن على حال
من أحوالها .
في كل صباح كنت أعشق مغايرتي ؛فأمدد جسمي الصغير على مقربة من
سمائها فيبدو لي أنها ترعاني على جغرافية عمرها . كنت مكانها البعيد لا
مقامها الأبدي . كلما قلبت خرائطية قلبي ظلت اللغة تقودني إلى مسراها
حيث أكون كلماتها ومعناها . في ما كانت هي تنتظم حضورها في أيامي
بنبوءة غامرة لا ترى في طريقها سواي . كنت المألوف و الغريب معا .
كنا معا نرفض الموت بعيدين . كنا نتعدد في حضورنا ؛ ونتلاقى في أحلامنا
دامت لنا الحياة بلورية الشكل . فيها التباين يمشي بيننا سريعا ؛و التعايش
يقضى وطره غير مكترث .
تعلمنا أن الحياة لا تكون إلا بالحق في الاختلاف . وأن المضي في قطف
رياحين العشق هو ترقيمنا الجديد للطريق . عندها كان اللسان رديف مسيرنا
إلى البقاء . البقاء لا يكون إلا في سلاااااام .. ويقين خالص حد الماء
الرقرااااق.
