الشاعر اسماعيل هموني
لاشيء يقودني سوى رفات المناديل على وجه فجر ذائب في أنفاس الياسمين ؛بين
خفقة نبض وشهقة نور أحرر رقصات الخزامي من أسر الليل ؛ وأطوف حدائق
القرنفل ؛وحيدا؛ لا تأويل للغياب في خرائط العبور . كل الخطو فلول الوقت على
ذاكرة الأرجوان .
لا مصادفة بين البحر والملح ؛ كلاهما يفتح شهية الموج للرقص ؛ وناقش الفضة
لا يرى سوى أحرف منقوعة في الملح . يهيء أساور الفرح حتى لا تضيق الأرض
بالهجير اللافح يوم العيد. لم يعد الملح حافظا للسر ؛ عند كل ضجة يفضي برائحة
البحر إلى كل النساء.
لن تسقط أشلاء الروح معزولة عن الحياة ؛ الشموع موقدة بأنامل من حرير تلون
الجهات وآفاق الرجاء ؛ولن تبيع دم الغزلان في سوق النخاسة. للروح كلأ من
دم الشعراء ؛ تماتح اشتهاءها من برزخ الصفاء.
هي دمدمات على جنبات الوقت ؛ لا تهمد سوى على رفرف حريري ؛ ولا
تسترخي إلا على أرائك أندلسية ؛ وموائد الليل عامرة بترف التأويل.
لن تنفرط حكايات شهرزاد على صحاف الموائد ؛ ولن تخرج من شرنقة النجوى
سوى أنفاس بيضاء في بحبوحة أبهى من مواسم فنون الرقص .كأن الكاس تدار
على أعناق نافرة ؛ على كفوف الطول المرخى ؛وكل الاشتهاء ناموس مفدى
في لغة الليل.
في سكينة الله جنائن الروح معتقة تتنفس تراتيل أبجدية بين البرزخ وناشئة الليل ؛
على رغوة العراء أكوام سهو لا تسعها فجاج الأرض ؛ من يجرؤ على فتق سرها
وحواشي اللسان ملوحة الأرض؟
على أطياف الذاكرة جرح ؛بحجم الغاشية ؛ أسواره حناء مثقلة بنزيف الذاكرة.