نأت عن عيوني دون لمس مواجعي
بصمتٍ قضمتُ الشكَّ قبل أصابعي
ومن غيضهـا بانت معــالمُ وجههـا
عبوسـاً يلـوكَهُ الأسَـى غيـرُ نـــافعِ
فمـا قيـل فيهـا ليس حقَّـاً.. نقـولـهُ
وإن كان صــــدقٌ ماعلينـا بنــافعِ
رأيتُ بعينــي ما يقــولُ خـــلافها
فهلْ شاهدٌ بالحقِّ يشفي تواضعـي
أنا اليومَ في شكٍّ وغيري يلومنـي
وما كنتُ بالضعيفِ حين تراجعي
وما كنتُ جسراً في رضاها وخصمها
وإن خاب حدسي في ضنون مراجعي
وحسبي ضنون النفس قبل خلاصها
وحيث المنايا لا ترى في تسـارعي
غوتْ بالهوى قلبي وكلِّ مشاعـري
لأنَّ الهـــوى طبـعٌ وَفَـيٌّ بطـــابعـي
فمنها طواني المـوت قبل بكـاءهـا
ويشقى فؤادي عن عيـونٍ دوامـعِ
وفيها أرى نفسي ضعيفاً لضعفها
فأصبرُ عـاماً دون حولٍ بقـانــعِ
فيا صبرَ أيُّوبَ الَّذي شاقَ عمرنا
كعــاصفةٍ تلقـي سـراباً مخـــادعِ
على إنَّهـا روحي .. ألَـمُّ شتــاتهـا
مع الذكرياتِ الماضياتِ فضـائعِ
تعاديتُ دهـراً لا أخـافُ وصالها
ولا هجـرها إن طال فينا بفــاجعِ
تمنَّيتُ موتي لا حـديث غرامهـا
وإنْ سار فيْنا كالْجـراحِ منــازعِ
فلا لهفــةٍ عنـد اللقــاءِ تظمَّنـــي
ولا ضحكةٍ أرجو بها في تصارعي
تراجعتُ عن حلمي بما لا يليقُ بي
فما صـابهـا إلَّا غـرورَ تنـــازعِي
فأمعنتُ فيها ناظراً أحرقُ الحشـا
بغيـضٍ على لـؤم الحيـاة لواقعـي
مهند المسلم