GuidePedia

 سلسلة إعراب القرآن الكريم 41

أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ ۖ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (النور 41)

الاعراب

(أَلَمْ) الألف ألف تقرير بلفظ‍ استفهام

لم: حرف جزم و نفي وقلب

(تَرَ) فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت

والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ويجوز أن يكون المخاطب من لم ير ولم يسمع لأن هذا الكلام جرى مجرى المثل في التعجيب وفي هذه الحالة يكون الفاعل ضميرا مستترا جوازا تقديره هو 

وَقيل الرُّؤْيَةُ هُنَا بَصَرِيَّةٌ لِأَنَّ تَسْبِيحَ الْعُقَلَاءِ مَشَاهَدٌ لِكُلِّ ذِي بَصَرٍ، وَتَسْبِيحَ الطَّيْرِ مَشَاهِدٌ بِاعْتِبَارِ مُسَمَّاهُ 

وَقِيلَ: الرُّؤْيَةُ هُنَا قَلْبِيَّةٌ.

وَأَغْنَى الْمَصْدَرُ عَنِ الْمَفْعُولَيْنِ

والجملة مستأنفة 

(أَنَّ)حرف مشبه بالفعل 

( اللَّهَ) اسم الجلالة اسمها منصوب للتعظيم بالفتحة الظاهرة 

و {أَنَّ} مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر سدّ مسدّ مفعولي {تَرَ}

(يُسَبِّحُ)فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة 

(لَهُ)جار ومجرور متعلقان بيسبح 

(مَنْ) اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل 

والجملة خبرها

(فِي السَّماواتِ)جار ومجرور متعلق بمضمر تقديره: استقر أو هو مستقر أو هو كائن في السموات

وجملة «استقر في السموات» صلة الموصول لا محل لها

(وَالْأَرْضِ) معطوف على السموات وتعرب اعرابها

(وَالطَّيْرُ) معطوفة بالواو على {مَنْ} مرفوعة مثلها وعلامة رفعها الضمة الظاهرة 

(صَافَّاتٍ) حال منصوب بالكسرة بدلا من الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم.

والكلمة اسم فاعل ومفعولها محذوف بمعنى والطير باسطات اجنحتها في السماء

(كُلٌّ) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة

والجملة استئنافية 

(قَدْ) حرف تحقيق 

(عَلِمَ) فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

يعود على اسم الجلالة أو لكل.

والجملة الفعلية {قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ} في محل رفع خبر المبتدأ {كُلٌّ}.

(صَلاتَهُ) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر  مضاف إليه

(وَتَسْبِيحَهُ) معطوف على صلاته وتعرب إعرابها

(وَ)اسنئنافية 

(اللَّهُ )اسم الجلالة مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة الظاهرة 

(عَلِيمٌ) خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة 

والجملة مستأنفة 

(بِما)الباء حرفُ جرٍّ و ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء ث الجار والمجرور متعلقان بعليم

(يَفْعَلُونَ) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل

وجملة {يَفْعَلُونَ} صلة الموصول لا محل لها من الإعراب والعائد ضمير منصوب محلا لأنه مفعول به.

التقدير: بما يفعلونه.

ويجوز أن تكون «ما» مصدرية.

فتكون جملة {يَفْعَلُونَ} صلتها لا محل لها.

و «ما» وما بعدها: بتأويل مصدر في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلقا بالخبر.

التقدير: عليم بأفعالهم


الصرف

{تَرَ}: فِعْلٌ مُضَارِعٌ لِلْمُخَاطَبِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ مُعْتَلٌّ مَهْمُوزُ الْعَيْنِ، نَاقِصٌ يَائِيٌّ ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ التَّاءِ مِنْ بَابِ (فَتَحَ يَفْتَحُ) أَصْلُهُ: (تَرْأَيُ) عَلَى وَزْنِ (تَفْعَلُ) فِيهِ إِعْلَالٌ بِحَذْفِ حَرْفِ: الْهَمْزَةِ لِلتَّخْفِيفِ وَفِيهِ إِعْلَالٌ بِقَلْبِ حَرْفِ: الْيَاءِ أَلِفًا لِتَحَرُّكِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا مِنْ مَادَّةِ: (رأي).

{يُسَبِّحُ}: فِعْلٌ مُضَارِعٌ لِلْغَائِبِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ سَالِمٌ رُبَاعِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ: الْيَاءِ وَحَرْفٍ مُضَعَّفٍ مِنْ بَابِ(فَعَّلَ) عَلَى وَزْنِ: (يُفَعِّلُ)، فِيهِ إِدْغَامُ حَرْفَيْنِ مُتَمَاثِلَيْنِ سَاكِنٍ وَمُتَحَرِّكٍ مِنْ مَادَّةِ: (سبح)

{السَّمَاوَاتِ}: اسْمٌ مُؤَنَّثٌ جَمْعُ مُؤَنَّثٍ سَالِمٌ مُفْرَدُهُ: (سَمَاءٌ) جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْأَلِفِ عَلَى وَزْنِ: (فَعَالٌ) مِنْ مَادَّةِ: (سمو)

{الْأَرْضِ}: اسْمٌ مُؤَنَّثٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ عَلَى وَزْنِ (فَعْلٌ) مِنْ مَادَّةِ: (أرض)

{الطَّيْرُ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ عَلَى وَزْنِ: (فَعْلٌ) مِنْ مَادَّةِ(طير)

{صَافَّاتٍ}: اسْمٌ مُؤَنَّثٌ جَمْعُ مُؤَنَّثٍ سَالِمٌ مُفْرَدُهُ: (صَافَّةٌ) مُشْتَقٌّ اسْمُ فَاعِلٍ مِنَ الْفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ (صَفَّ يَصُفُّ) مِنْ بَابِ: (نَصَرَ يَنْصُرُ)، ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْأَلِفِ أَصْلُهُ (صَافِفٌ) عَلَى وَزْنِ (فَاعِلٌ) فِيهِ إِدْغَامُ حَرْفَيْنِ مُتَمَاثِلَيْنِ مُتَحَرِّكَيْنِ مِنْ مَادَّةِ: (صفف)

{كُلٌّ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ عَلَى وَزْنِ: (فُعْلٌ) فِيهِ إِدْغَامُ حَرْفَيْنِ مُتَمَاثِلَيْنِ سَاكِنٍ وَمُتَحَرِّكٍ مِنْ مَادَّةِ: (كلل)

{عَلِمَ}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْغَائِبِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ سَالِمٌ ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ مِنْ بَابِ: (عَلِمَ يَعْلَمُ) عَلَى وَزْنِ: (فَعِلَ) مِنْ مَادَّةِ: (علم)

{صَلَاتَ}: اسْمٌ مُؤَنَّثٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ: التَّاءِ أَصْلُهُ (صَلَوٌ) عَلَى وَزْنِ (فَعَلٌ) فِيهِ إِعْلَالٌ بِقَلْبِ حَرْفِ الْوَاوِ أَلِفًا لِتَحَرُّكِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا مِنْ مَادَّةِ(صلو)

{تَسْبِيحَ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ مَصْدَرٌ قَيَاسِيٌّ مِنَ الْفِعْلِ الرُّبَاعِيِّ (سَبَّحَ) مِنْ بَابِ: (فَعَّلَ)، ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفَيْنِ: التَّاءِ وَالْيَاءِ عَلَى وَزْنِ: (تَفْعِيلٌ) مِنْ مَادَّةِ: (سبح)

{عَلِيمٌ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ مُشْتَقٌّ صِيغَةُ مُبَالَغَةٍ قِيَاسِيَّةٌ مِنَ الْفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ (عَلِمَ يَعْلَمُ) مِنْ بَابِ: (عَلِمَ يَعْلَمُ) ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْيَاءِ، عَلَى وَزْنِ: (فَعِيلٌ) مِنْ مَادَّةِ: (علم)

{يَفْعَلُونَ}: فِعْلٌ مُضَارِعٌ لِلْغَائِبِينِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ سَالِمٌ ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْيَاءِ مِنْ بَابِ(فَتَحَ يَفْتَحُ) عَلَى وَزْنِ: (يَفْعَلُ) مِنْ مَادَّةِ: (فعل)


البلاغة

١- الِاسْتِفْهَامُ مُسْتَعْمَلٌ كِنَايَةً عَنِ التَّعْجِيبِ مِنْ حَالِ فَرِيقِ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَصْحَابِ الْعُقُولِ وَمَعَ ذَلِكَ قَدْ حُرِمُوا الْهُدَى لَمَّا لَمْ يَجْعَلْهُ اللَّهُ فِيهِمْ.

وَقَدْ جَعَلَ الْهُدَى فِي الْعَجْمَاوَاتِ إِذْ جَبَلَهَا عَلَى إِدْرَاكِ أَثَرِ نِعْمَةِ الْوُجُودِ وَالرِّزْقِ

٢- تَسْبِيحُ الْعُقَلَاءِ حَقِيقَةٌ، وَتَسْبِيحُ الطَّيْرِ مَجَازٌ مُرْسَلٌ فِي الدَّلَالَةِ عَلَى التَّنْزِيهِ.

وَفِيهِ اسْتِعْمَالُ لَفْظِ التَّسْبِيحِ فِي حَقِيقَتِهِ وَمَجَازِهِ، وَلِذَلِكَ خُولِفَ بَيْنَهُمَا فِي الْجُمْلَةِ الثَّانِيَةِ فَعُبِّرَ بِالصَّلَاةِ وَالتَّسْبِيحِ مُرَاعَاةً لِاخْتِلَافِ حَالِ الْفَرِيقَيْنِ: فَرِيقُ الْعُقَلَاءِ. وَفَرِيقُ الطَّيْرِ وَإِنْ جَمَعَتْهُمَا كَلِمَةُ (كُلٌّ) فَأُطْلِقَ عَلَى تَسْبِيحِ الْعُقَلَاءِ اسْمُ الصَّلَاةِ لِأَنَّهُ تَسْبِيحٌ حَقِيقِيٌّ.

فَالْمُرَادُ بِالصَّلَاةِ الدُّعَاءُ وَهُوَ مِنْ خَصَائِصِ الْعُقَلَاءِ، وَلَيْسَ فِي أَحْوَال الطير مَا يَسْتَقِيم إِطْلَاق الدُّعَاء عَلَيْهِ على وَجه الْمجَاز وأبقي لدلَالَة أصوات الطَّيْرِ اسْمُ التَّسْبِيحِ لِأَنَّهُ يُطْلَقُ مَجَازًا عَلَى الدَّلَالَةِ بِالصَّوْتِ بِعَلَاقَةِ الْإِطْلَاقِ وَذَلِكَ عَلَى التَّوْزِيعِ وَلَوْلَا إِرَادَةُ ذَلِكَ لَقِيلَ: كُلٌّ قَدْ عَلِمَ تَسْبِيحَهُ، أَوْ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صِلَاتَهُ(التحرير والتنوير) 

٣-قال السمين الحلبي 

قوله: {والطير} : قرأ العامَّةُ «والطيرُ» رفعاً. «صافاتٍ» نصباً: فالرفعُ عطفٌ على «مَنْ» والنصبُ على الحال.

وقرأ الأعرج «والطيرَ» نصباً على المفعولِ معه و «صافَّاتٍ» حالٌ أيضاً. 

وقرأ الحسن وخارجة عن نافع «والطيرُ صافَّاتٌ» برفعِهما على الابتداءِ والخبر. 

ومفعولُ «صافَّاتٌ» محذوفٌ أي: أجنحَتَها. أه


قوله: {كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهُ} في هذه الضمائرِ أقوالٌ

أحدُها: أنَّها كلَّها عائدةٌ على «كل» أي: كلٌّ قد عَلِمَ هو صلاةَ نفسِه وتسبيحَها. وهذا أولى لتوافُقِ الضمائر

والثاني: أنَّ الضميرَ في «عَلِمَ» عائدٌ على اللهِ تعالى، وفي «صلاتَه وتسبيحَه» عائدٌ على «كل» . الثالث: بالعكس أي: عَلِمَ كلٌ صلاةَ الله وتسبيحَه أي: أَمَرَ بهما، وبأن يُفْعَلا كإضافةِ الخَلْقِ إلى الخالق.

ورَجَّحَ أبو البقاء أن يكونَ الفاعلُ ضميرَ «كل» قال: «لأنَّ القراءة برفع» كلٌّ «على الابتداء، فَيَرْجِعُ ضميرُ الفاعلِ إليه، ولو كان فيه ضميرُ اسمِ اللهِ لكان الأوْلى نَصْبَ» كل «لأنَّ الفعلَ الذي بعدها قد نَصَبَ ما هو مِنْ سببِها فيَصيرُ كقولك:» زيداً ضربَ عمروٌ غلامَه «فتنصِبُ» زيداً «بفعلٍ دَلَّ عليه ما بعده، وهو أقوى من الرفع والآخر جائز» 

قلت: وليس كما ذكر مِنْ ترجيحِ النصب على الرفعِ في هذه الصورةِ، ولا في هذه السورة، بل نصَّ النحويون على أن مثلَ هذه الصورةِ يُرَجَّحُ رفعُها بالابتداء على نصبها على الاشتغال؛ لأنه لم يكُنْ ثَمَّ قَرينةٌ من القرائنِ التي جعلوها مُرَجِّحةً للنصب، والنصب يُحْوِجُ إلى إضمارٍ  والرفعُ لا يُحْوج إليه، فكانَ أرجحَ(الدر المصون) 


ويقول مكي بن أبي طالب في المشكل

قوله تعالى:

{كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ} رفعت «كلا»بالابتداء. وفي {عَلِمَ} ضمير اللّه، جلّ ذكره، ويجوز على هذا نصب {كُلٌّ} بإضمار فعل يفسّره ما بعده تقديره: علم اللّه كلا علم صلاته.

فإن جعلت الضمير في {عَلِمَ} ل {كُلٌّ}، بعد نصب {كُلٌّ}، لأنّه فاعل وقع فعله على شيء من سببه، فإذا نصبته بإضمار فعل عدّيت فعله إلى نفسه. وفي هذه المسألة اختلاف وفيها نظر؛ لأنّه الفاعل عدّي فعله إلى نفسه؛ وإنما يجوز ذلك في الأفعال الداخلة على الابتداء والخبر، ك «ظننت وعلمت»؛ هذا مذهب سيبويه. 

فالنصب في {كُلٌّ} وهو فاعل لا يجوز عنده، ويجوز عند الكوفيين

 
Top