GuidePedia

 قتيل البنفسج   

حامد خضير الشمري 


ما زال دمعي دماً من خافقي يَكـِفُ

وما ذكرتك إلا عدت أرتجفُ

لقد ملأت ِ شراييني وأوردتي

ناراً تسيل فذابوا فرْط ما نزفوا

في كل يوم ٍ يصلي القلب نافلة ً

لثغركِ العابق ِ المغري ويعتكفُ

تقوّضت دارُك الأبهى وما برحت

نياط ُ قلبيَ في أطلالها تقفُ

سفحت روحي على أعتابها شجنا ً

ورحت أفصح عن سرّي وأعترفُ

فما رأيتُ بها إلا ملائكة ً 

بين السماء وبين الأرض تختلفُ

كأنها مهبط ٌ  للوحي يغمرها 

نورٌ من الله أعيى كل من وصفوا

لمست أحجارها البيضاء معتمراً

وطفت سبعا ً وروحي كلها لهفُ

من زارها عارفا ً آلاءَها فلقد

أدى الفروض وأضحى تاجَه الشرفُ

بغداد بعدك أوهام فأنت بها

الباء والغين والدالان والألفُ

تغازل الغيمَ صحرائي فيمطرها

قحطا ً ويصهل في واحاتها التلفُ

إن أوغل الجدب في روحي وشققها

فمن فراتيك ِ أعلى الصدر أرتشفُ

كم فاح في الروض من همساتنا عبق ٌ

وذاب من حبنا القدسي منعطفُ

لو صرتُ يوما أمير الكون ما عشقت

روحي سواك فأنت الحلم والهدفُ

في وجهك البضّ بعضٌ من جلالته

ومن شذا ثغرك الأسفار والصحفُ

فإن عبدتك أعلى الله منزلتي

ولو جحدتك كلّ الفحش أقترفُ

لم يلق ِ موسى عصاه لو رآك فقد

يخشى عليها بسحر ٍ منك تـُلتقف

يأتي الربيع إلى خديك مقترضاً

ومن رياضك أحلى الورد يقتطفُ

أنا نبيّ الهوى بيْ آمنت أممٌ

لولا وجوديَ ضلّ الناس وانحرفوا

يوحي إلي بآيات الهوى ملــَك ٌ 

وينثر الضوء في قلبي وينصرفُ

نحرت ِ روحي لأحيا جثة فدعي

شهديك مثواي علــّي منك أنتصفُ

" لوسية " الثغر والعينين معذرة ً

كل النساء إذا ما قورنت صدفُ

وأنت درة ُ عرش ِ الله لو سطعت

فإن كل شموس الكون تنكسفُ

روضَ البنفسج قد أدميت ِ ذاكرتي

فلم أعد غير سفح الدمع  أحترف

 
Top