GuidePedia

 ...عيد الشُّهداء...

الشّهادة شجرة وارفة الظّلال ، لا يتفيء تحتها إلاّ لمن رواها بدمائه الطّاهرة..

فمن غور الأزل السّحيق تصدّت النّفوس القدسيّة، وكانت كغيرها من النّفوس المكلّفة بحمل أمانة عُظمى، ومسؤولية كُبرى ألا وهي حرية الأختيار لحمل الأمانة لتفوز بالقرب من جناب المولى الكريم ، وترقى رُقيّاً أبديّاً متتاليا في جنّات النّعيم.

وهاهو سيدنا هود (عليه السّلام) في قوم غرّتهم أموالهم وقوتهم التي يتبجحون ، وكانوا القوّة الضّاربة بالعالم آن ذاك ؛فواجههم وحيداً..

وهاهو سيدناداوود (عليه السّلام) يشقُّ صفوف الألوف من المقاتلين ليصل إلى لبّ العدو ، وقائدهم الطاغية جالوت ، واخترق االحرس وقتل جالوت قهراً..

وما يقوم به شبابنا اليوم وأبنائنا  مضحين بأرواحهم ودمائهم ؛ إلا قدوة بالأنبياء عليهم السلام.

ودائما سبحانه وتعالى يجعل النّصر لطالبي الشّهادة بمعناها الحقيقي، والهيبة الإلهيةتُجلّله عندها، ويكون النّصر لتلك الفئه القليلة المؤمنة بقضيتها، وحريّة بلدها من العدوان والجّهل والتّطرف.

وكم ادمعت أعيُنَنا ، وانفطرت قلوبَنا على نجوم قد علت للسّماء بعد أن روت الأرض بأطهر العطور.

ومن نذكر لنذكر من الشهداء الذين أصبحو نجوم ونيازك في السماء، وممن لايعد ولايحصى، ولكن أذكر قوة الشهيد السوري ابن لاذقية العرب عندما أسقط طائرته في أسطول الإنكليز ، وسحقهم حين كانوا قوة عُظمى أثناء العدوان الثلاثي على مصر وسورية، ودمّرهم بمفرده.

كم أنت غالية يا أرضاً تستحق أن ننزف ، وندحر جحافل الظلم والتطرف من أجلك !

 فمن سبع سنوات للآن .. ونحن نروي ترابنا بدماء طاهرة،

بحر من الدّماء في سوريتي ؛ لينبت الياسمين والبنفسج الفوّاح ، ويصبح شذاه عابقاً بكل البلاد..

فالرّحمة للشّهداء في كل زمانٍ ومكان..

 ......بـقـلـم : هـيـفـاء فـوزي رعـيـدي ......


 
Top