GuidePedia

 أغني بحب العراق لها


أحنُّ إلى قاعةِ الدرسِ 

يحملُني ( ابنُ عقيل ) 

إلى المُبتدا 

 حينَ يُصبِحُ لي حجةً سوف أعشقُهُ

قربَ غالِيتي من ربيعة 

تقمعُ حزني إمّا بَدا

ويزفُّ المدرسُ شاهدَ نَحْوٍ

على وزنِهِ بارتجالٍ

أراسلُ في خِلسةٍ غزلاً مَسْمعيْها

يُغنّي لسُمرَتِها ببديعٍ

يناجي تواترَ اهدابها العابثاتِ 

بحاجبِها 

وَتَلَوِّعِ قلبيَ في مَبسَميها العِذابِ

فكمْ  نبَّهَتني لدرسي 

ودقُّ  بنبضيَ جرسٌ وطابَ 

تَحدَّثتُ فيه لنفسي 

كأنْ لم يكنْ لي كلامٌ  يؤانسُها 

هي خمسون عاماً ولمّا تزلْ 

ليَ سلوى 

كأنِّيَ فارقتُها قبلَ يومينِ 

ومن لا شعوريَ تطوى

وتحبو القوافيُّ 

والهةً تَتَبعُ نقلَ خطاها 

وتعنو حروفي تُعَطِّرُ 

صوتَ مخارجِِها بشذاها

متشبِّثةً بجدائلها

وتراودُها لتصوغَ بهمسٍ 

على النحرِ أغلى قلادة 

يا للسعادةِ 

حينَ تغنّي بحبِّ  العراقِ لها

وتمَشِّطُ أنغامُها في سواحل 

دجلةَ 

مثلَ النوارسِ مجنونةً 

في اشتياق

وتلهو مع الموجِ فوقَ الحصى 

والثرى 

ويباغتُني الحسنُ 

حينَ تمازحُني وتُعاندُني

في تَمَنِّعِها 

وتؤجِّجُ فرطَ حنيني إليها 

لعليَ أحظى بنوعٍ  يُقال له خبرٌ

تَتَلفَّظُهُ شَفتاها

برقَّة فعلٍ أواسمٍ أو ايماءةٍ 

تَتَجلّى بغمّازتَيها

وأنّى تكونُ 

فلم ألقَ منها سوى الطيبِ 

طيبِ الكلام 

فقد رسَّخَتْ سنتانِ لها

بكياني الغرام


د. محفوظ فرج


 
Top