راقت لي من صفحة الاديبة Maryam Kheirbek
في ٧/٦/٢٠١٣ كنت أشاهد شاشة قناة سما ...مذيعة تحاور طفلاً ، هاجر من حلب إلى طرطوس هرباً من القتل على أيدي الإرهابيين.....
ماإن اقتربت منه المذيعة تسأله حتى انفجر بالبكاء ...
سألَته بعد أن هدَّأته : لماذا تبكي؟.....
فقال حرفياً ، وهو ابن السنوات العشر ، وبكل براءة وصدق الأطفال ووعيهم الذي تفجَّر من هول الحرب :
- ( أبكي على الوطن )..
تابَعَت المذيعة ببعض الأسئلة التي انتهت ب :
- ماذا تريد أن تكون في المستقبل ؟...
صمت قليلاً بتأمل ، ثم قال :
- ( في الجيش ، كي أحمي الوطن)....
انفجرتُ بالبكاء حينها ، وكنت مثله ممن عانى من فقدان الأمان و المسكن الآمن الذي كنا نعيش فيه ، وأنا أقول :
- آه أيها الطفل الصغير ابن السنوات العشر ..لقد أدركت بحسِّك الفطري النظيف كم هي عظيمة قيمة الوطن الذي فرَّط به كثيرون في وطننا العربي ووطننا السوري من فطاحل السياسة والثقافة والغائبين عن وعيهم الذي خطفه الجهل أو بريق الدولارو..و..و...و...
آه أيها الصغير ...لاأدري لماذا انفجرتُ بالبكاء وأنا مَنِ اجتزتُ من سنوات العمر ،ومن النكبات الكثير ...ربما لأنكَ اختصرتَ كل المعارف والثقافة والسياسة بعبارتك ( أبكي على الوطن) .....
دمعةٌ في عينِ طفلٍ
فجَّرَتْ في قلبيَ المُضنى
عذاباتِ السِّنينْ
فجَّرَتْ ألفَ سؤالٍ
وسؤالْ
عنْ ملايينَ مِنَ العُربانِ
تحيا الذلَّ
والعمرَ المَهينْ
دمعةٌ في عينِ طفلٍ
فجَّرَت ذلَّاً
وأهدَتني الأنينْ
آهِ ياطفلي الصَّغيرْ
دمعةٌ منْ حُزنِكَ النَّازفِ
منْ جُرحِ الوطنْ
أوجَزَتْ كلَّ المِحَنْ
وانتكاساتِ الزَّمنْ
وعذاباتِ السنينْ
حينَ صارَ الدَّمعُ في العَينَينِ
كُرْمى للوطن
٧/٦/٢٠١٣ مريم خيربك