انفراز حورية
كرم الهوى
------------------
مذ أينعَ العنقودُ في كرمِ الهوى
أغرى الصّبابَة للشّرابِ السَّلسَلِ
هذي الكرومُ بطبعها معسولةٌ
أغرتْ عيونَ النّاظرِ المُتَجوّلِ
بملاعبٍ ألِفَ الفَراشُ مَزارَها
والزّهرُ بينَ منضَّدٍ معَ مُهمَلِ
غصنٌ يميلُ معَ النّسيمِ كأنّما غجريّةٌ بدأَتْ بِرقصِ الحَنْجَلِ
صَدَحَتْ طيورُ السّعدِ فيه والهنا
وحمامةٌ هَدَلتْ بلحنٍ مُثمِلِ
فألٍفْتُ ذيّاكَ الشّذى في حَقلَتي
وعَزفْتُ ألحاناً لعيشٍ مَخمَلي
عتّقتُ حُبَّكَ في خوابٍ من ندىً
وزرعتُ نَبضي عندَ حَرفِ الجّدولِ
أدمنتُ حبَّكَ وارتشَفتُ رحيقَهُ
منْ دنِّ كرمٍ بالصَّبا مُتَجَمِّلِ
عبَثَتْ رياحُ البينِ فيهِ عَشيَّةً
فتبدّلَ الطعمُ الزّكيُّ بحنظلِ
يامهجةً ذهبَ الهوى بشَغافِها
في ليلِ صَمتٍ تائِهٍ مُستعجِلِ
ففتحتُ نافذةَ القصائِدِ في دمي
فَسّرتُ عاطفتي بنصلِ المِنجلِ
تقتصُّ أنفاسَ النَّوى في ليلةٍ
يدعو الهوى لأريجِها المسترسلِ
داري التي هاجت عليّ تشوقي
أغرتْ بروحي لاعجاتُ الأليَلِ
بات الدُّجى يرعى الصَّبابةَ والهوى
والقلبُ ملتهبٌ بنار المِرجَلِ
يا دارَنا مافي الحياةِ سعادةٌ
مُثلى ولا ماءُ الحياةِ بمَنهلِ
انفراز حورية