شموخ وطن
بقلم / ابراهيم الدهش
يا موطنا يعلو على ذاتي، يعلو على الجميع
ويعلو إلى العلياء...
تهمتي أنني أحبك وطني
لأنّك أمنيتي ورجائي
وجرحي ودليل هويتي أنا يا وطني أستمدَ منك عزيمتي وبقائي
ومن شعب عظيم
ماذا أقول في وصفه؟!
شعبٌ يأنف عن قبول ثناء
شعبٌ إذا ضاف الجوارُ بأرضه
فرش الرموشَ إليهم بسخاء
وأضاف للكرم الأصيل أصالة
وأذهل من حوله فصاحة
شعب لا يتوانى عن مكرمة
لأجل العروبة...
شعب قدم الغالي والنفيس
لترابه الممزوج عزّةً
للّه درك أيها العراق،
لا تسلم من عراك
من أطماعٍ بأرضك
وعزتك الأبيّة
أنت لها والشموخ عنوان.
هيهات من يجرح يكون الدواء
حاولت ذاك الجرحَ، أمسح دمعه
فتجيبني الآلام من الأعماق
كيف السبيل إلى النجاة؟
وكلما ضمّدت جرحا فجّرته الدماء!
عانيت من بُعدي ومن قربي له
وذرفت دمعا مقسما بولائي
كم كان يمنحني التقرّبَ متعةً
لكنّه في البعدِ زاد دائي
من كان مثلي للأماكنِ عاشقا
فالقربُ للأحبابِ عطرُ وفائي
في شدّةِ الرمضاءِ كنتَ مظلّتي
أو كنت في برد الشتاء ردائي
أشدو فيحسدني الجميع بموطني العظيم
وطن عرفه القاصي والدّاني
أبوابهُ مشرعةٌ
من عتمة الليل حتى انبلاج الصباح
وطنٌ احتضنَ الجميعَ
وسهامُ الغدرِ صوبها العذّالُ
وطنٌ ينهضُ مابين طعنٍ وطعن
كالعنقاء ينهض من رماد اللهب
ويبدأ حياة جديدة
يهبها له رب السماءِ...
