اسامه صبحي ناشي
(( مستحيل))
مستحيل.....
أن أنظر من شرفتي ....
فلا اري النيل ......
فهو في العقل والفؤاد .....
والا فأني فقدت علي وجودي.....
الاثبات والبرهان والدليل .....
كنت سأرضي لو أنه جف .....
وكنت سأعوض مائة .....
من دمي ..
كما في الحروب تجري وتسيل .....
معذرة يا حب الجمال و المال والنساء ....
فحب النيل في نسيج القلب .....
ولا نرضي بغيرة بديل .....
ارجوك يا سيدي .....
أفعل شيء ...
فأي اتفاق ....
قد يطرء عليه تعديل ....
اي قرار منك سيدي .....
سيسعد قلوب الناس .....
واحزانهم ... يمحو ويزيل .....
لم اكن يوما سياسي ولا افهم في المجال .....
لكني عبد لله اقدر نعمتة وأخشي من الزوال ....
وطول عمري أحمد الله في كل الظروف والاحوال ...
وانا البسيط فليس لي شهوة في عز وجاة....
ولا يسيل لعابي رغبة في الكنوز والاموال ....
فقط عشقت في نهري ....
ضفاف رائعة .... ونبع للحسن والجمال .....
كم اصطحبت حبيبتي مع هواه .....
فكان غرامنا بستان هو رواه ......
وحين الالام والاسقام .....
واليأس والضيق فهو دواه ....
خلقة الله فأبدع في صنعه ....
سبحان من شكلة وسواه .....
ربما لن تفهم لغتي .....
أشكوي من قرب الفراق .....؟
ام حسرة علي عهد واتفاق ....؟
ام ندم علي خسارة بعد فوز في سباق .....؟
ام حنين ووجدان من فكر شعراء وعشاق ...؟
ام رغبة في حبيب غائب.. كنت له مشتاق ....؟
ام طمع في نعيم كم تشبع منه القلب وذاق ....؟
يا نيلي كنت انت السبيل .....
حين اختفي من تحت قدمي الدرب ....
والطريق الي النجاة ضاق .....
أتظن نفسك سارق مني الحياة و البقاء ....؟
اتظن اني مساوم علي حياتي ....
وجاعلا منها سلعة للبيع والشراء ....؟
اتظن ان ما يجري بين ضفتية .....
شيء رخيص ... مجرد ماء. ....؟
فلتصحح ما فهت .....
فكل قطرة منة ....
تسوي عندنا بحور دماء ......
فأنا والنيل توأمين .....
من ام واب واحد .....
لن نفترق ابدا .....
الا حين اموت ...
وتصعد روحي الي السماء .....
لا تقترب مني اكثر ....
فصبري قليل ومحدود .....
ولدي قدرة وعزيمة ......
جبارة عابرة للحدود .....
وأن قررت ...
فلن يعصمك من انيابي ....
اتفاقيات او مواثيق او عهود .....
فلدي خير اجناد الارض ....
من تنتظر وتفرح ....
حين بالاجساد والدماء والارواح تجود .....
وانك لظالما نفسك.....
اذ ابرمت عهدا ....
مع من..... ؟
مع عدوي وخصي اللدود ....
فلدي من يزيلك من فوق ألارض....
تحمل ولا تشتكي ...
وسأمحيك تماما من الوجود .....
كم حذرتك. .....
لكنك لم تدرك ولم تفهم ....
وما أنا بظالم ولا متعد....
والله اعلي واعلم ......
ولتبقي صلبا للنهاية ....
وانا سأريك .....
من سيتراجع ومن سيندم .....
سأزيل وامحو وادمر ......
بيد كم اعتادت ان....
تبني وتشيد وتعمر .....
ولن تكون أخر مرة ....
فهجمتي عليك سأعيدها وأكرر ....
واعلم ما سيكون منك .....
ستأت باكيا .....
تعتذر وتبرر .....
وتقول الذنب ليس ذنبي .....
وسأرفض لقائك ....
واقول لك دعني افكر .....
انت الذي اقتربت من الممنوع والمحظور .....
فجعلت منك مسخ ......
يعيش الاختفاء ....
ولا يقدر علي الظهور .....
كنت بجانبي حيا ......
الان انتهيت .....
وصرت من سكان القبور .....
ولتجري يا نهري ثانية ......
حرا كعادتك طليقا .....
فلست انت من تنتظر .....
اذن... بالجريان والعبور .....
يا نهري....
انت تحمل جنسية المصب وليس المنبع .....
كم من شاعر في بلادي .....
افني عمره فيك .. فوصف وابدع .....
ولقد صدقنا وعدنا مع الله فيك .....
ولن نتركك لمن عاش عمرا .....
يحيك و يتسلل ويخدع ......
والله وحده من يرسلك الي العباد .....
فهو سبحانه ... من يعطي ويمنع. ......
اسامه صبحي ناشي
