GuidePedia


بقلم محمد الفضيل جقاوة

 مــــــــــــــــديح  نبوي 

  ....(على إيقاع أعشوي)

.

صدّت  فطيم و منها  الصّد  متّصلُ

فمــــــا  تحنّ  و لا   تنــــــدى  لها مقلُ

.

و ما  تحـــــــدّث  عنّي  النفس  خالية

و  لا  تجـــــــــــود  بلفظ  حين  تعتزل 

.

و  لا  تفــــــــــــــــاخر  بالأشعار  جارتها 

تيها  تداري .. و يغـــري  قلبها  الغزل 

.

لكم  هممت  بحبل  العشق  أقطعه

فلم  أقطّع  سوى  قلبي و لم  أطلُ 

.

سبعين  قلبا  أنا أبدعت  من  مزعي

في كلّ قلب جحيم الشوق  مشتعل

.

ما كنت قبل ضرام العشق في كبدي

أقول  شعرا .. و لا  في الحين أرتجل

.

من  وقـع  كعبك  قد ألهمت قافيتي

و هـزة  الصّدر منها  الرجـــز و الزجل

.

كم  أمتطي  صهوات  الشعر جامحة 

أنّـــــــــــــى  عزمت  تلبي  ربّها  الذللُ 

.

أدمنت  عشقـــــــك  كأسات  أعاقرها

فهل  لبعد  رضـــــاب  الكأس  أحتمل ؟

.

معـــــــــلول  وجد  بقاء الداء  يسعفه

فإن  تــــــداوى  براه  السّقم  و العلل 

.

أفرغتُ  قلبي  فألفى  العشق قاصية

فلم  يدعها  و أوهت  صدرها  الأسل

.

لو كـــــــان  قلبي  بحبّ  الله  منشغلا 

ما كـــان  يوما  بعشق  الغيد  ينشغل

.

إني  هصرت مــــــن  الأشواق  قافية

غــــــراء  في  رجفات  الدمع  تغتسل 

.

قـد  عدتُ  بعد سنيِّ  الزّيغ  مبتهـــلا

أغادر  الغــــــــــــــــــيّ   توّابا  و  انتقل

.

ها  قــــــد  أتيت  رسول  الله  معتذرا

الشعر زلفى  و دمــع  العين  منهمل

.

أنا  السّميّ  فهل  أصبو عـــــــلى كبر 

و  هل  يليق  بمثلي الطيش و الزلل ؟ 

.

يهزّني  اســــــم  رسول  اللــه  مذكرا

فتهصر  الغيم  من  أشواقها  المقل

.

زلفى  أقبل  طــــــفلا  حين  يذكــــره

و  انتشي  طــــــربا  و  القلب  يبتهل

.

و  بالسّــميّ  و إن  ساءت  خــلائقه

في خطفة الوجد رغم السوء أحتفل 

.

نور  تلألأ  فـــــــــي  الآفــاق  مؤتلقا

يبدّد  الليــل  أســــــــدافا  و  ينشتل 

.

صان  الأمانة  غـــــرّا  مــذ  نعومته

و لم  يخنها و أعلى  شأنها  الرجل

.

جاء  الربـوع و ليل  الشّرك  يغرقها 

و  الطائفــون  بصخر  كــلّهم  هبل 

.

تؤتى الصلاة  من  الأقوام  تصديّة 

وفي  المكاء  لمن  يرجو العـلا نفل

.

تُهــدى  النســائك  للأصنام  ينحرها 

صخــــــر يلبي  ندا  صخر  و  يمتثل

.

و  الفارس الشّهم  لا  ترخى  أعنّته

إلاّ  بأمر  قــــــــداح  ضـــــربها  دجل

.

كلّ الفواحش  تؤتى و هي  عارية 

والعقل في رشفات  الزّق  معتقل

.

كـــم  صارم  رحما  أغــــرته  فعلته

فصال تيها و أحلى بطشه العجل

.

يستأنس المــرء بالذؤبان يسمعها 

و  ليس  يأمن  لو قــوما به  نزلوا

وحش  يجنــدل  وحشا  ثم  يسلبه

و تكتم  الأمر او تسعى به السبل 

.

شريعة  الغـــاب لا  دين  يهـذبها 

إلا  الغرائز  و  الأهــــواء و  الخبل

.

تبكي الوليدة حين الوضع مــن رهب

فما  لغير  ظـــــلام  الرمس  ترتحل 

.

كلّ  البوائق  ظهر  الارض  يحملها 

و السائدان: موات  العقل والخطل

.

في غمرة العتمات  السود  كالحة 

و الجهل منه جنوب الأرض تحتجل

.

يهتزّ  إيــــوان  كسرى  قبل  موعده

بشرى  و تشرق  من  أنواره  القلل

قد أسرجت  خيل  ذي قار  مواكبه

جذلى  بمـولد  خير  الخلق  تحتفل

أودت  بأبرهة  المغـــرور  سطوته

فلم  تفـــده  و  أخزت  ربّها  الفيل

و  كبّـرت  كعبة  الرحـمن  سامقة 

وعْد  به  غــــــــــــرر  الأيام  تكتمل

.

عبق  النبوة قد  ضاعت  مواسمه

أدنى الربيع و أجلى  برضه الوشل

.

جذلى  بشـــــــائره  نشوى  بوادره

في كلّ  سهل خيوط  النور  تنفتل 

.

غرّا  ترفّع  عــن  لهو  و  عن  سفه

و ما نضا عنه ثوب الفضل يشتمل

.

أثنت  عليه  سراة القوم  إذ خبروا

و  هل  يعاب  نسيم  عـــابر  عجل ؟

.

هو  الذي  لم  يعـاقر كأس  فاجرة

و  لم  يُـــــــــــر  بمكان  فيه  يبتذل 

.

و  لـــــــم  يلبّ  ندا  داع  لمفسدة 

و لم  يكن لسوى الخيرات  ينتعل 

.

بــرّ  كريم  جميل الخلق  فـي خلق

فاق  المـلائك  لا  حيف  و لا حِوَل

.

قد عانق القول منه الفعل و اتلفا

و طلّق  القــولَ  عند الآخر  العمل 

.

يمشي فيغضي و يغضى من مهابته

كل  العيون بعين الشمس  ترتمل

.

هــو  الامين  فلا  مين  و  لا  كذب

و  لا  اذا  قال  قـــــولا  فيه  ينتحل

.

تسري  القوافل  تحــدوها  خلائقه

شعرا و يصغي إليها الظبي والوعل

.

قــد  شرّف  الحجر  الميمون  يرجعه

و ما  انجلى  بسواه  الضائق  الجلل

.

و  أكبـــــــــرتْ  نبله  ولهى  حليلته 

فاستأمنته  و  فــــاق  ظنَها  العملُ 

.

صان الودائع  في حلّ  وفي سفر 

فصار  حلما  و أغرى  قلبها  الأمـل 

.

و  أزمعتْ  ثم  أجلى  الحبّ  رغبتها 

فما  أشـاح  و  لبّي  الماجد  البطل

.

يا  زفة  شتلت  فـي  الكون  عثرته

أثمرتِ بضعا  و منه  استكثر  الأهلُ

.

صلّتْ  لليلتك  الأكـــــــوان خاشعة 

خير  النساء و أعـلى  شأنك  الأزل

.

حــــــراء  يا  خلوة  التغيير كم  نفل

أشجاك يوما وكم  أضناك  مبتهل ؟

.

يقلّب  الطرف  شوقا  في  مفاوزه 

و  يرجع  الطّرف  بالآمــال  يكتحل

.

إقرأ .. تجلجل فـي الأكوان  توقظها

و لم يزل من صداها  يرجف الجبل

.

يردد  القــــــول  بعد  الهزّ  يحفظه 

و في الحنايا يُداري الخوف و الذهل

.

يسابق  الخطــــو  ملهوفا  لمأمنه

كطائر  في  الرياح  الهــوج  يبتزل

.

و  دثّــــرته  و  أرخت  حبّها  غدقا 

و  زمّلته  فخفّ  الروع  و  الوجل

.

و استبشرت سلفا .. خير  يراد به

فلم  يكن بسوى الخيرات يحتفل 

.

و ما ـ عــلى عـــــــوز ـ يردّ  سائله 

و لا  اذا  دعتِ الحـاجات ينعــزل 

.

و  ما  أساء  لحــــيّ  منذ  مولده

وما  لطيش  سعتْ أعوامه  الأول

و  ما  رأته  بساح  الجــــــــار  جارته

يسعى لريب و يبطي خطوه الكسل

.

اقرأ و رتل  قطوف الوحي  ناضرة

و  ابعث بها  أرمسا  للعرض  تأتكل

.

و انفخ  بها الروح في الأوحال نافلة

فقـد  يلبي  هسيس النفخة  الوحل 

.

و ابدأ  بأهلك  قبل  الغير  محتسبا 

ان  الكـــــــريم  بغير  الأهل  ينخذل

.

وما استجابت لغير اللات من سفه 

أرجــــــــــاء  مـــكّة  الاّ  قلة  عُضلوا

.

داع  دعا  القوم  للتوحيد  فانتكسوا 

كالحمر  من أسد  في  غابة جفلوا

.

و هل  تذوق  جنى التوحيد شرذمة 

من حنضل الشرك يحسو ليلها الثمل

.

و  أعلن الحرب في الأحياء  كاهنها 

اللات  أوحتْ  و أغلتْ وحيها الحيل 

.

محاصر  في  شعاب  لا  يقيم  بها 

الا  الهلاك و من  بالشعب قد نزلوا

.

طفل  يموت  طوى  و  آخر  سقما 

و  جلّهم  ظمأ  و  الحــلق  مشتعل 

.

و  لا  يرد  رســـــــــــول  الله  مبتهلا 

الاّ بخير  على ما القوم  قد فعلوا 

.

لكم  يعبّ  كؤوس  الصاب  قاتلة 

و لا  يريد بهم  ضرّا  و إن  سفلوا 

.

فاق النبيئين في  حلم  وفي  جلد

فما  يدانى  وما  تهفو  لذا الرسل

.

تآكل الرّق أخزى الضّعف مكرهم 

ربّ  الأنام  بخير  الخــــلق  يكتفل

.

أيا ابنة الأرض قد أصغرت كيدهمُ

كم تقضمين فيُمحى الغلّ و الدخل 

.

و ما استكانوا و لم يهدأ  لهم  طلب 

و ما استفاقوا و لم يقعد  بهم  خجل 

.

تحسو السياط  دم  الأحرار  هائجة 

و  ما  تكلّ  و  ما  تعيا  بها  السبل

.

و ما  يزيد  أســـود  الله  الا  مضا

إذ  جنة  الخــــلد  دار  للالى  قتِلوا

يا طائف السوء كم  أدميته سفها 

تأبى الجنادل ما  يأتي  بها  الهمل

.

وما  يبالي  بما  يلفــاه  من  سقم

إن كان فيه  رضى الرحمن يَحتمل

.

أوجزت جعفر .. هذا الدين مرحمة 

و الناس  فيه  لطين  كلهم  عُدُلُ 

.

الفضل تقوى وسيْد الناس خادمهم

و  غير  هــذا  ادعاء  كاذب  خطل 

.

يا رحلة غيرت مجــرى الزمان  بها 

في كلّ  خطو سرايا المجد ترتفل 

.

قد  أجمع المكر  أن ليلا يحيط به

من كلّ حيّ شديد حذقه  النُّصُل 

.

فيفتكون  معا  بالنور  في  وسن

و  لا  يكــون  له  ثأر  و  لا  عذل

.

هل يُطعن النور؟ ما أعتى حماقتهم

و  ما  أَبَـــــرّ  عليّا  للفــــدى  بطل 

.

يا غار هـل كنت تدري أنّ  رحلته

بدء  انعتاق  و كل  الكون  ممتثل ؟؟

.

ها طيبة  الخير  قد هبّت لمقدمه 

تهفو لطلعته  الأحضـان  و  القبل 

.

قد أومضت قبل حين الشمس غرته

من  نور  أحمد  كــل  النور  منتهل

.

قباء  سوف  تطـــال  الأرض  قاطبة

و  من  ثراها  خيوط  النـــور  تنشتل

.

هيا اصهلي يا  خيول الله وانطلقي

فمن  صهيلك  ركب  المجد  ينجدل

.

و  أسّسي  دولة  للحـــــــق  سامقة

توحّـــــــــد  الله  لا  يُرضى  به  بدل

.

يا  قدوة  الكـــون  كلّ  الكون  متبع

و ما  نـــراه  و  لا  تُدرى  له  سبل

.

يسبّح  الرعد  تهمي الدمع  غيمته

و يومض البرق  تقوى  ثم  تنهمل

.

كـــــــلّ  يسبّح  ربّ  الكون  مقتديّا 

فمن يصيخ  و يرخي  السمع  ينذهل

.

و  قائد  ملهم  عـــــــــادت  مواكبه

و  الشوق  منه  خيول عـدوها عجل

.

بشراك  مكّة  ها  قد  عـــاد منتصرا

و ما  يظن بغـاة  الأمس .. ما العمل ؟

.

في  قلبه  رحمات  اللـــــــــــه  كامنة

و السيف يصغى  لها  زلفى و ينحجل

.

كلّ يرى  الموت قبل  الموت مرتجفا

كطائر  فـــــــــــي  حنايا  الريح  يبتزل

.

و  ما  دروا  انهم  في  كفّ  مرحمة 

و  أنهم  طلقا  عفـــو  و  ان  سفلوا

.

هو  الفضائل  تسعى  فـــي  تألقها

و الفضل  فيه و ما  في الغير  يكتمل

.

محمد  سيد  الأكـــــــــــــوان  قاطبة

و  ما  يـُدانى  و  لا  يلفى  له  مثل

.

قد زانه  الله  فـي  خلق و في خلق

اثنى  عليه  و  أعـلى  شأنه  المثل

.

لو لم  يكن سلفا خير  الورى كلهمْ

ما كان صلّى وصلّت خلفه الرسل

.

بقلم محمد الفضيل جقاوة

مراجعة في: 14/07/2021




 
Top