المفرجي الحسيني
انـــكفأت اســـري بـلا خـــريطة
-------------------------------------
فوضوي أنا مفعم حيوية ،أسري بلا خرائط ،لا نجوم تهديني ،لا أبحر بزوارق ،عيناي بليدتان، وحيد، حزين ،كل أيامي غدت متشابهة ،لا يتبدل لحنها، جريح ،أرنو التسامي وأرفرف كعاشق ،أطأ الحقول والمروج، قريني ، جرى في فمي ،صحراوي بجدائل طويلة ،فمي فاغر يتكلم كثيرا
عليه أن يُطعم يا قريتي ،أصابعي الطويلة ترتعش ،تضفر الحبال ،تكتب الخبز ونثاث المطر ،النجوم غابت من سمائي ،الكلمة شردت من مخدعي
من حقولي من غاباتي ،كنت أنوي التراسل ،كتابة عن الفقر والتسكع
عن قريتي في مهب الريح ،وعن نوافذها الزرقاء ،ذكرياتي متساقطة
عباءتي مهلهلة والجلباب ،لا أستطيع ،قلبي كالنسمة الباردة ،شمالية ،لا أستطيع التراسل بالكتابة ،قريتي عارية الاوراق حزينة ،يا أغنية صحراوية، صوت البواخر الحزين ،ليلي طويل كمحبرة سوداء مدلاة
تسقط وترتطم ،تتبعثر شظايا، كأنني من قرى غابرة ،غرفتي مهملة قذرة
أحلم أحلام اليقظة ،أن أكون ذو شأن ،أبكي بنحيب قاتل ،يهبط قلبي كما هبطت دواة حبري ،أتأهب للرحيل ،قبضتي على خنجري ،عيناي محلقتان كعيون نسر... شعري الغجري كشلال ،متساقط من أعالي الجبال ،انام على وسادتي ،معذرة أنا فقير ،حياتي سماء بلا نجوم ،مغلفات الاشياء ،صباي ثلج بارد ،موحل، قديم بائس ،أتذكر طفولتي ،كنت أضحك وأضاحك الناس ،لا عمل لي ، أتثائب حتى في مشيتي ،ألعب لعب الاطفال الشعبية ،أقضم خبزي وانا ماشٍ ، ،كنت ضائعا ضالعا في التسكع ،لِأنال الراحة ،أرنو لِمقعد لأستريح ،أبعثر القلب البائس طعاما عليه ،بساتيننا الموحلة هجرتنا، وكوخي ،في الليل أسعل وحيدا ،أجلس في كوخي مع سحابة ، الزهور البرية ،معذرتي أنا فقير وعطشان.. .وراء كل نافذة مشرعة ،أحد ما في قريتي منكفئ على نفسه ،مثل كومة وحل ،نصفه بقية شجرة عارية ،ينتحب بدموع يابسة، يرتعش ،أناديكِ يا عشقي وأرفرف حولك ،جسدك ثورة ،أهدابكِ سوداء، رائحة برية ،عيونك غروي بين الجبال ،أحلم بزوارق راحلة، مساء، ،على الكنبة العتيقة، تصّر صرير كريح ،حين لقاء المطر بالأرض الجدب ،فمكِ صغير يضطرب على فمي ،كقطرات العطر الشعبي ،تتكور الدموع في عينيّ، تتصاعد روحي ،كرائحة غابة مظلمة ،أنتِ قريتي، وحزني الطفولي ،شعركِ الغجري، سحابة شتوية، ،تذهب الى الحقول ،أذهب بعيدا ،حلقات دخان سجائري ،يخفق قلبي بكثرة جروحه ،حنجرتي عصفور يزقزق ،يا أزقة قريتي، أعرفك، تعرفينني ،يا أشجارنا المعمرة ،ليتني نثاث مطر ،أتساقط على الرصيف ،أهمس هواء مقبل من غاباتنا ،لِألملمك ،مثل طير بأجنحة بيضاء ،أروم السير في أزقة ، أكثر قذارة من قريتي، أكثر فوضوية ،أهتز وأرتعش فوق السحاب، بلا أنيس ،شمسنا كانت عالية وناعمة، السماء زرقاء وغيومها بيضاء ،تغطي سطوح البيوت ،مثل خيوط الحرير ،يوم كان لنا تاريخ...
*********
المفرجي الحسيني
انكفات اسري بلا خريطة
العراق/بغداد
4/6/2021