أبو احمد شحود
عفارات المواسم والفصول
عندما تنتهي العباد من جني المحاصيل يبقى الموسم المجهول الى المعذبون في الارض العفارات جانيات الثمار الضائعة بين اغصان الاشجار و خطوط الارض .
تقوم نسوة الحي في تجهيز مستلزمات العفارة منكوش عريض من الامام مدبب من الخلف ونصاب خشبي صنعه انسان جاهل في علم الديكور .
تحضر الزوادة من ادام البيت أن وجد ادام .
ولكن هي عبارة عن ثلاث خبزات من خبز الدزرة البيضاء ونصف قرص شعفورة شنكليش وبصلة تزبح عند تناول الطعام كونه اذا انكسرت قبل ذلك يصيبها الصنن .
وفي المساء قرر في اجتماع فوق الطاولة نسوان الحي
حدد فيه وجهة العمل والمكان والزمان ومعفرين دائمين وأصول وفروع.
وصلنا ارض الميعاد ونتشرننا كا لجراد
أنا وفاتنة الحي أخذنا الزاوية الميتة عن نظر الآخرين .
كنت ابحث في بيت الخلد الأعمى تحت الارض وأطراف الارض حيث يوجد الرزق الوفير وحبات الفستق
كانت في جانبي وكنت انكش الارض مثل ثور يحرث ارض العفير او ارض الرباص او الدقار.
كانت تتمايل مع نسمات صيف باردة
وشعرها منفوش على الأكتاف وشمس الصباح ترسم على الخدود الوردية جمال الجسم الرائع والصدر مرج الزهور وفيه غسق الصبح القادم .
أجمع حبات الفستق وأضعهم في حرجها ذو القماش المورد الرقيق تم العناق بشكل عفو و اهتزت الارض وظهر الفستق فوق الارض والخلد عاد نظره وفراخ الطيور هجرة اعشاشها .
ومر الخد الناشف والجفاف بالقرب من الخد الناعم الطري الغض وازهر العليق تفتحت قبل أوانها وحبات الديس رسمة طبع الشفاه على الخدود موشور الثغر المشتاق .
وعندما أوشكت الشمس على المغيب
اخذت امي تقول لي في حسرة هي أشطر منك أنظر كم هي جنة من حبات الفستق .
قلت يا امي لم يرزقني الله غير هذا
عدنا إدراجنا الى الصفصافة ام الخير والبركة ام الغلابة .
باعت العفارات الفستق في ثمن بخص واشتروا في المقابل سكر وشاي و مصابون
وكان من نصيبي انا وفاتنة الحي حبل مصاص كراميلا مغلف في النايلون حتى تبقى الجراثيم بداخل النايلون وتدخل البلعوم بسهولة وتموت عن طريق الجراثيم ساكنة البلعوم .
فاتنة قلبي وذابحة شرايين تضع حبة
المصيص في فمها وتعطيها بلل من ريقها والحلو يزداد حلاوة وتصبح الحبة مثل عسل نحل بري والواحظ عيونها تشدوا لحن اليوم القادم
وانتهى موسم الفستق
والى موسم قادم إن شاء الله
سوريا الصفصافة على ساحل المتوسط من الشرق
أبو احمد شحود