( حزنـُك يا وطنـي )
ناظم عبدالوهاب المناصير
تهزنـي رياحٌ غاضبـة ،
في دروبٍ غبراء عارية ،
أشــباحٌ تتبارى ، تعلنُ الحدادَ ..
أوتـارٌ شــجية تحكي قصـة الأمسِ
وعلى مرأى صحائف الســوء ،
زخمُ البشرِ يُطالع سجلات من توسد الترابَ
يُعِيرَني ضوءاً خافتـاً ..
منذُ حلمتُ ، انطفأ تحت أسرار الظلام
***
سواد الليلِ وعسعسة الدود والثعابين
وشفرة غاضبة تنال منّا دمَ الشرايين
ترسم على وجوهنا صوراً مبعثرة بالألوان ..
لا يهم إنْ كنّا نُمازحُ بعضَنا ،
أو نركضُ بعيداً ..
عن المقابر الآهلـة بالسكان ..
منذ آلاف الســنين ..
***
نحنُ من يبحثُ عن رأس أنكيدو ،
أو رأس سنحاريب وهانيبال ..
كشياطين خرساء نامت في علبٍ من طين ،
أرتابت من يـدٍ بيضاء َ ..
هامت على قارعة عيون السماء
فارغة المعاني ،
إلاّ من أشباح مقفلـة الأبواب
***
أنا من دجلـة وفرات الملاحم
أنا من شط العرب ِ ، أرست مراكبـُهُ
على ضفافٍ هاجرها الماء ..
أنا من وطن التاريخ ،
لا يفقـه بغير بلدٍ أسمه العراق ..!
إلى متى يبقى حزنك يا وطني
سيفٌ يُدمي رقاب الجياع ؟
أستشهد لأجل عينيك من أوقد الحياة في العيون
وسار شوقاً في محاريب السماء ..
ـــــــــــــــــــــ البصرة ــ ناظم عبدالوهاب المناصير