سنتحدث كثيراً عمّا قريب..

ماهر محمد / سوريا..

 سنتحدث كثيراً عمّا قريب..

ستقفين هناك في البداية صامتة

تسافر منك الكلمات

بعد أن وضّبتها القواميس في حقائب

ولا تعرفين إلى أين..

تغلقين عينيك لبضع دقائق،

كأنك نائمة

وستصغي بحرص للأشجار من حولك،

لربما تصلك منها

بعض الحروف المبعثرة..

تحاولين صعود حصان اللغة

الذي قذفك مراراً عن ظهره..

لكن لا تخافي..

أنت تعرفين أني مستمعٌ جيد،

ومنصت لآيات قلبك

وخاشع لما يدور في مخيّلتك..

لطالما عُرف عني هذا في حياتي..

في الجوار،

تلمحين قطاً

يطلب قطة للتزاوج..

ستسقط عيناك للأسفل،

وستحمرّين خجلاً وتبتسمين..

ستتشّجعين بعد لحظات،

تستجمعين قواك

وتهديني باقة أزهار..

سأتظاهر بأني متفاجئ

وسعيد..

سأفتح فمي مندهشاً

وستلفح وجهي نسمة

من تنهيدتك الطويلة

تقيني موجة الحرّ..

سيوقظك فجأة

صوت الشارع خلف السور

وأبواق السيارات..

ثم ستتذكرين كل شيء

وتنهارين دفعة واحدة..

ستبكين..

ستروي دموعك التراب،

وتخدشين بأظافرك

على اسمي في شاهدة القبر

لتهتزّ عظامي..

وهكذا نكون عندها

قد تحدّثنا كثيراً..

ماهر محمد / سوريا..