((التعايش السلمي مع الاخر))
بقلم/ وليد جاسم القيسي
————————————
تعاقبت الحضارات وعرفت التعايش
وسلكت كل جوانبه( الانسانيه- الفقهيه-
اللغويه)
وأساليبه في ( الحوار- المفاوضات-
السجال- الجدال)
وما يقابلها من اساليب مناهضه له
محرضه عليه في( العنف- الاختراق-
التجاوز- العدوان).
وقد أختلفت صيغ هذه الاساليب
بأختلاف الزمان والمكان ومراحل التطور
التاريخي للمجتمعات .
والتعايش قد يتعرض للانتهاك عندما
تنعدم شروطه وتغفل مكوناته في المساواة
بالحقوق والواجبات لحد أنعدام الثقه في
قبول العيش مع الاخر.
وفي علم الاجتماع والسياسه يعني التعايش ( وجود نواة مشتركه لفئات متناقضه في محيط معين تقبل أراء بعضها
البعض وتهضم الخلاف والاختلاف بين الاخر بعيداً عن مبدأ ( التسقيط والتهميش-
التسلط والاحاديه - والقهر والعنف) من
خلال الالتزام بمبدأ الاحترام المتبادل لحرية
الرأي وطرق تفكيره وسلوكه.
ان مفهوم التعايش في تطبيقه المتواضع
يحسم أمور كثيره من عقبات ومخلفات
فكريه وأجتماعيه التي يتمسك بها بعض المتزمتين بالطائفيه والمذهبيه والعنصريه
وغيرها من الامور المفتعله التي تثير وتأجج
الصراع.
وقد ورد مفهوم التعايش في القرآن الكريم قوله تعالى بسم الله( يا أيها الناس
إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً
وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)
وفي آيه اخرى( خلق الانسان ضعيفاً).
وفي حديث للرسول الكريم صل الله عليه وسلم( لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا
ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله أخواناً).
وقول للامام علي عليه السلام ( يا أيها
الناس شقوا أمواج الفتن بسفن النجاة ،
وأعرجوا عن طريق المنافره وضعوا تيجان
المفاخره ولا تكونوا جفاة الجاهليه).
وسار على هذا النهج الصحابه وأهل البيت الكرام في شتى مجالات الحياة العمليه
والسياسيه والثقافيه والتربويه والاجتماعيه
وأكد عليه الفلاسفه العرب والغرب مثل
( أبن خلدون- أفلاطون - مارتن لوثر- فولتير
ورسل) قولهم( كلنا ضعفاء ونميل لقانون
الطبيعه الذي يقر مبدأ حقوق الانسان
بوثيقة أعلان المبادئ العالميه للتعايش
التي وفرت الحمايه للحقوق في البند الاول
منها الصادره عن منظمة اليونسكو والتي اكدت على:-
1- غرس الحب والموده والرحمه بين جميع
مكونات النسيج الاجتماعي
2- الحوار المتوازن بعيداً عن التعصب وسياسة فرض الرأي والفكر المقولب على
الاخر
3 - أعتماد المصالحه الوطنيه ونكران الذات
اساساً في الحوار والعمل للوصول الى حل
جذري لا توافقي.
وفي الوقت الراهن جسدت الممارسات
العلميه للمفهوم المعاصر للتعايش ظاهره
منظمات المجتمع المدني ومنظمات السلم
والسلام والمؤتمرات الشعبيه ومجالس الثقافه والادب والمنتديات الاعلاميه ومجالس الاعيان والوجهاء والمصالحه والاسناد التي جمعت نخبه من نسيج الخيرين ذوي النفوذ الادبي والاجتماعي
( المثقفين والمختلفين على الرأي والراي الاخر والاتجاه والاتجاه المعاكس والطرف
والطرف الاخر) التي أسست ركائز للتعايش
المستمر الذي كفلته الشرائع السماويه
والاديان ضمن الحضاره وحوار المتحضرين
في حل الخلافات ورصد الخروقات ومعالجة
الانتهاكات وتوحيد وجهات النظر وأزالة
الحاجز النفسي وتوفير الاستقرار والامن
والسلام .
وليد جاسم القيسي