هيفاء نصري
قدر
ماذا يعدُّ لي القدر ...؟
أنا لا أرى إلا سواد العين تنظرُ في السحر
وأضيع ما بين الزمرّد والزبرجد والخدر
عيناكَ أيامي التي ما عشتها
فمتى تَغيّرَ لونُها ..؟
عيناك رحلاتي التي سافرتُها
جواً وبحراً
من فراديس الهوى إلى وادي سقر
خبأت خوفي من ملاك الموت في عينيك
عسليةً كانت وصارت بعد سكناي بها
جمراً .......... رماداً
لا لونَ يعصمُني ويعصمُها
مثل انسكابِ الضوءِ في عمقِ البصر
عيناكَ وشماً فوق جلدي كانتا
حتى تبعثرَ حبرُه .. ذابَ بجسدي و انشطر
أنا خارج الجدرانِ لكنّي بعينيكَ أرى
طيراً مبللَ بالرطوبةِ فوق أوراقِ الشجر
وأرى الذئاب تمدُّ يدَها كي تصافحَنا
وترقصُ رقصةَ الموتِ على أهدابِك
فينقطعُ الوتر
عيناك نافذتان كبيرتان
وأنا أطلُّ منهما نحوَ الحياة
كلُّ شيءٍ يركضُ حتى الضباب
وأنا في ظلِّ عينيكَ سأنتظرُ المطر
تلعبُ الشطرنج عيناك معي
وحصاني منهكٌ وقلاعي تسقطُ حجراً ويتلوهُ حجر
ماذا يعدُّ لي القدر
أنا لا أحبُّ الأقحوان ولا أحبُّ البيلسان
ولست أقوى على السفر
قد صوَّرتْني عيونُكَ وأنا بلحظاتِ الخطر
وكأنها عرفتْ بأني اليوم أسكنُها
وغداً ...ستحكي أنني
حلماً بدوتُ وغابَ شخصي وأندثر
عيناك ذاكرتي وتاريخي .. منها أرى
سقطتْ خرائطُنا في حلكةِ الليلِ
وضاعَ عن شوارعِنا القمر
وأظنُّ أني لا أرى إلا ظلالاً
ترسمُ التاريخَ لكن ..
لم تكنْ يوماً بشر
هيفاء نصري
سورية
