المفرجي الحسيني
صـــــوت البــــــحر
------------------------
هب واقفا ،ينفض عنه بقايا الرمال ،سار بمحاذاة الشاطئ ،صمت البحر والمكان يملأ بصره ،في البعيد تموت الشمس ،القى حصاة في الماء ،تطاير رذاذ الماء ، تذكر البعوض في الاهوار ،مشى و يفكر ،شيئا جال في فكره
ابعدها سريعا ،مسح حبات العرق من على جبينه ،عاد نفس الشيء الى عقله
اطل من مكان قدمه حيوان صغير ،رام في نفسه سحق الحيوان ،عدل عن الفكرة
فكر بالحيوان الكبير الذي يمثله ،يداس ويسحق ،خاف من عودة الشيء الى راسه ،رائحة الاشلاء تملأ منخريه ،شهق وزفر بسرعة يطرد ذلك الشيء من فكره ،تذكر فقره ولعن ساعة الفقر ،عض شفتيه ادماهما الما ،مات طفله في المستشفى لا يقدر على دفع التكاليف ،هرب مطأطأ الراس دون ان يعي الى اين يذهب ،غامت الدنيا في عتمة البحر ،قفز ذلك الشيء الى فكره مرة ثانية
حاول ان يتذكر طفله قبل ان يموت ،هيهات ،احتل الشيء فكره واحتل مساحة دماغه ،المنظر يتغير ،الشيء يعرض في عقله الشريط الكئيب ،حاول ان يقترب من ماء البحر ،الشيء يجذبه بعيدا ويقذف به فوق ارض القرية ،هواء ثقيل يثقل اكتافه يجعل قميصه يلتصق ببدنه ،الذباب اسراب البعوض تملأ الفضاء ،شباب القرية يجترعون طريقة تلو اخرى للتخلص من الذباب والبعوض ،قريته كانت كل شيء عنده ،الان اكواخ مهجورة ،افاق الليل لون البحر ،صوت الموج يتكسر فوق نبضه ،احس برغبة بالبكاء ،بكى ،اطمأن لا احد يراه لا يسمعه
رفع صوته بالبكاء ترك الدمع ينساب على خديه ،جلس استلقى على ظهره تصور نفسه ميتا ،ثبّت نظره في السماء دون ان يبصر النجوم ،حدد موقع نجمة القطب ،فجأة نهض يلعن نفسه وافكاره السوداء...
**********
المفرجي الحسيني
صوت البحر
العراق/ بغداد
16/10/2020