عبدالزهرة خالد
كم كان العدد
—————
العالمُ صنفان
- يولد ويموت -
الولادةُ قلادةُ أرضٍ نديةٍ بشخيرِ رفاتٍ ،
والموتُ صرخةُ ولادةٍ في جيناتٍ
ارتأت أن تجربَ حياةً
خارجَ منظومةِ العتماتِ .
المعاهدةُ من طرفٍ واحدٍ
وقّعها المهدُ الخشبي الأولُ
قبل أن يثقبهُ الملكُ غصبا .
ولادتي كانت
جسداً من هواءٍ
وأصابعَ من جليدٍ ،
ما أروعَ أمي
وهي تتوحمُ بنجمٍ يلعقُ فحمَ الضياء
لما أشتدّ عليها المخاضُ
أهتزَّ النّخيلُ لوحده
وتساقطَ الشطُ عرياناً من دونِ ضفاف
يستنجدُ تارةً …
وتارةً يصرخُ ما أنا ( رطبا جنيا )،
بينما الفاتناتُ تعومُ فوقَ الموجِ
تحت وطأةِ ضجيجِ القوارب
دون اكتراثٍ لعيونِ الأصدافِ الوقحة ،
المجدافُ يسابقُ الحضورَ
كلّما مدَّ الفجرُ يديه
إلى حلمٍ غافٍ على زندِ الأشواقِ ،
عجبتُ من صباحٍ يدفنُ كمياتٍ كثيرةٍ من الأحلام
دون أن يحصي عددَ المغادرين ..
——————
عبدالزهرة خالد
البصرة / ١٦ - ٩ -٢٠