محمد موفق العبيدي... العراق
إعترافات في سيارة الإسعاف
7. كانا سوياً في كلية الطب
يرمقها من بعيد معجب بها ولكنها لم تلاحظه
هي من أسرةٍ ثرية
دله على ذلك ملابسها وتصرفاتها
لم يجرؤ على مفاتحتها بما في داخله
تخرجوا وذهب كلٌ في طريقه
ظلت في أعماقه بجمالها ودلالها
حبها هدف صعب المنال
في تشرين خرج مع المتظاهرين
تطوع للعمل في مفارز الإسعاف
تساءل يوماً عنها
أين تلك الطبيبة الثرية الآن
في آي دولة هي
شعر بحبها يجتاحه بشكل جنوني ليزيد آلمه
ليشعره بغربة دواخله
أيقظه من هواجسه رشقات من الرصاص الحي
والقنابل المسيلة للدموع
وصل الشباب الجرحى إلى مفرزته
أحدهم كانت جراحاته خطيرة
إضطر أن يأخذه في سيارة الإسعاف
التي كانت أصلاً تحمل شهيداً تعطر بدمه
صعد إلى سيارة الإسعاف لتحدث المفاجأة
شاهد زميلته الطبيبة هي من ترافق الشهيد
تسمرت عيناه عليها
عرفته سريعاً وأحست بعظم المفاجأة
من قسمات وجهه
قالت: كيف أنت يا أحمد
أشعر بما في داخلكَ من إستغراب
كأنك لم تصدق أن تجدني في ساحة التحرير
وتخيلت أن أكون خارج العراق
لتعلم أني هنا منذ أول يوم
العراق هو حبي قبل كل شيء ومكاني بين إخواني
وهذا الشهيد هو أخي الصغير
ظل يردد موطني موطني حتى أسلم الروح
وأنا وأخي هنا لنرد ديننا للوطن
على طول الطريق ظلت دموعه ودموعها
تسطر ملحمة حب للوطن قل مثيلها
محمد موفق العبيدي... العراق
