ندير محمد
نفحات...عطور... مباركة
محمد صلى الله عليه وسلم هو دلك الصبي اليتيم الدي كفله جده عبد المطلب الرجل العظيم بين أشراف قريش و صاحب الصيت الحسن بين كل القبائل العربية المجاورة لمكة المكرمة و حتى النائية عنها و عاش حياته شهما و كريما و محسنا و قدر الله و لا مرد لقدره فالموت علينا حق و كل نفس شاربة من كأس المنون... و مات عبد المطلب و أصبح الرسول صلى الله عليه وسلم يتيما من جديد.... أو لم تقل قريش أن للبيت رب يحميه...؟ و إن محمد صلى الله عليه وسلم قد اصطفاه الله إليه و هو سيحفظه و يحميه...
محمد الرسول صلى الله عليه وسلم هو دلك الطفل اليتيم الدي سيقرر عمه أبا طالب التكفل به و هو الرجل الناضج بين أعمامه و الرزين و القوي بين أقوياء قريش و مكانته بينهم هي الرفيعة و العالية عندهم و كلمته وسطهم تشق و تكسر الصخر...و كان لمحمد صلى الله عليه وسلم نعم الأب و نعم العم فكان لا يأكل الطعام إلا و بجانبه محمد و ينام و هو بجانبه في فراشه فكان نعم السند و نعم الدعم للطفل محمد صلى الله عليه وسلم....
و يأتي القحط و الجفاف فتتضرر منه قريش و الناس جميعاً و ما يكسبون من مواشي و دواب و زرع فتكثر الشكاوي و تبلغ عنان السماء و كل الآفاق...
و يأخذ أبا طالب محمد الرسول صلى الله عليه وسلم دلك الطفل اليتيم الدي تكفل به إلى جانب مكة المنورة بنور حبيب الله كأنه شمس في كبد السماء و هي صافية...فألصق ظهره على حائط الكعبة و وضع أصبعه عليه صلى الله عليه وسلم و ما في السماء غيمة واحدة فجاء السحاب فجأة من كل الاتجاهات و أنزلت السماء مطرا بإذن ربها الله سبحانه وتعالى و ارتوت الأرض و امتلأ الوادي و فاض...
إنه محمد الصبي اليتيم الرسول صلى الله عليه وسلم...
و لم يملك أبا طالب نفسه أمام هذه المعجزة الربانية فأنشد يقول و هو يشير إليه صلى الله عليه وسلم
و أبيض يستسقى الغمام بوجهه...
...يمال اليتامى عصمة للأرامل
اللهم صل على سيدنا محمد و على آله وصحبه و التابعين لهم بالخير و الإحسان إلى يوم الدين
الأديب و الشاعر
ندير محمد