صلاح الورتاني // تونس
زمن الحكايات ..
إنتبهنا لأصوات هنا وهناك
تتعالى تنادي في المنابر
هذا هو المخلٌص الوحيد
وذاك وحيد زمانه الفريد
تهنا في عالم الأزمات
دسنا على الحقارة في
منابرنا المتعفنة ..
تساءلنا.. كيف صرنا لهذا ؟
دفاتر أتلفت وملفات أغلقت
كلماتنا لم يعد لها جدوى
قف يا صاحبي .. توقف
عن حبك القوافي والهذيان
لم يعد لها ولنا مكان
الكل يجري يلهث يتحسر
على زمان الألفة والحنان
يلتقط اللحظة الجميلة
من وراء القضبان
من ثقب القصيدة المهترئة
تعبنا من ضنك الحياة
خلطناها بأشواقنا العليلة
لكنها أصرت على التصريح
ما ينفع التجريح ..
صرنا في مهب الريح
نحتاج أن نتنفس الهواء
متعبون .. تائهون ..
عن اللغو كارهون
رؤوسنا تتوسط قصائدنا
تنشد الحرية والحياة
رسمنا خيوطا متوازية
على لوحات معطلة
منذ زمان الركود
على أرصفة المكان
بهزنا الحنين ..
للماضي السعيد يولد فينا
من جديد ..
يحيي فينا صولات
مجدنا التليد
يوم كنا رواد العالم
رواد القصيدة ..
لا أحد ينازعنا
لا أحد يفرض رأي ..
نحن من رفع الرايات
من كتبنا التاريخ بشموخ
برؤوس شامخات ..
وعقدنا العزم أن نقود العالم
بهمة وعزم وثبات ..
لكننا سرعان ما ذبنا
في المجون والرذيلة
وانتهت قصتنا
مع الزمن الجميل ..
لتتواصل نكباتنا ..
بضياع أمجادنا ..
صلاح الورتاني // تونس