بقلم محمد الفضيل جقاوة
عيناك وطني و منفاي ( 01 ) ..
.
أنا قد علمتُ بما كان قبل التّشظي ..
و قبل ارتسام الحروف
و قبل توهج روح المواجد في الكلماتْ
لقد كان ثمة لوج ..
و كان هناك يراع ..
و كان هناك قصيدة حبّ تترجم عشق الإله
لما سيكون من الكائناتْ ..
و كان البداية حبّا تسامى عن الطين
و النزواتْ ..
هو الحبّ محض عطاء
من الله للأنفس القادماتْ ..
و فتّق ربك بالحبّ قلب السّديم ..
فكان السماءٌ
و كانت مجراتها الزاهراتْ
و لبّت ندا العشق أرض ..
يزيّنها العشب
تخضر فيها و تبتهج الفلوات
و كان غرامك وشما على الغيم
تهفو لروعته الأمنيات
هو العشق سيدة القلب أبدع في مقلتيك
الحواضر ..
أعلى المبانيّ و الشّرفات ..
و أرسلني شاعرا ينفخ الرّوح ..
يحيي الرّفات ..
يغنى مواويله قبسات ضياء
و يبعث أحلامه الغافيات .
يردّد آياته العابقات
عسى أن يعود إلينا طموح النبوّة
في وحدة تفتل المجد ..
تقتل فينا الشتات
فما زال فينا لصوت القبيلة وقع
و ما زال منا إليه حنين تعتقه حقب بائداتْ
و ما زال شيخ القبيلة فينا قويا مهابا
له صولاتْ
نحن الى فارس عبقري شديد الضراب
إذا ما ادلهمّت بساحتنا مهلكاتْ
و ما زال فينا حنين إلى أحجيات
تمارس فيها السّحالي اختطاف الحسان
و ينقذها دوننا بطل خارق
يصنع المعجزاتْ
لقد علّمتنا القبيلة كيف نثور ..
فنسقط من أفقنا الأنجم النّيرات ..
و نغضب لو تشرق الشمس ولهى
نحبّ الدّيامس و العتماتْ
و نشرب نخب انكسار الضياء ..
نحبّ التشرذم فينا
و ننثره سفها في القصيد
تضجّ به الأمسياتْ
يقول النبيّ ..
نصلّي عليه و يبقى الذي قاله محض قول
يردّده كاهن يقتل الكلماتْ
نصلي الفريضة زيفا ..
و نحيي المواسم و الجمعات ..
و لكننا أمة لا تحب التّواجد في هالة النور ..
لا تستجيب لداعي الحياة ..
يموت النبي امتعاضا ..
و نقتل أحلى معاني الشريعة
نتبع كهّاننا شيّعا بائساتْ
يحاصرنا الميّتون ملوكا ..
نناصرهم و تجرّ خلافاتهم أعصر مقرفات
و تعتصم البهم يوم الكريهة بالخوف
تحفظ أطرافها القاصيات
و ننصر يوم الكريهة أعداءنا ..
نقهر الفرق المارقات ..
لفلس .. لجرعة خمر .. لغمزة عين ..
لعاهرة تستباح العروبة
يذبحها الجهل و الغدر
و النطف المنتنات ..
فنحن لآت لقيط نبيع الولاء
نصيّره سيّدا للقبيلة ..
نجعل منه إلها
يدين له البحر و الأفق و الفلوات
يباركه الدين ..
تلوى لطاعته السور المحكماتْ
و نحن لحفنة أرز ..
نمزّق أرحامنا حمرا جائعاتْ
لوحدتنا كان مسرى النبي ..
و كان له النصر ..
كانت له الغرر النازلات ..
لوحدتنا كان فرض الصلاة ..
و كانت له الجمعات
لوحتنا كان قصد البقاع ..
و كان الطواف ..
و كان الوقوف هنالك في عرفات ..
فكيف نطوف جمادا ..
و نذبح فينا المحبة ..
نقتل فينا الأخوة ..
نرفد شرذمة من بغاة ؟؟
أحبك سيّدة القلب أيقونة للنجاة
أفرّ إلى مقلتيك لعلي هناك أكسر
بعض المتاعب و النكاسات ..
أعود إليَّ بعيد الضياع ..
و أهجر قوما لكم طعنوني اتقاء جنوحي ..
و خوفي عليهم من الكاهن الخبّ ..
من شجر سائر يمتطي الظّلمات
.
بقلم محمد الفضيل جقاوة
21/10/2019