GuidePedia


شعر ورسم/ غزوان علي

مجاراة لجرير وبشاربن برد

(( وذاتِ حسنٍ ))

وذاتِ حسنٍ كـــأنَّ الصّبحَ طلعتُهـا

قد صيّرتْ راهبَ النُّساكِ ولهــــانا

لهـــا عيونٌ كحدِّ الرُّمحِ جارحــــةٌ

لو يطرفُ الرِّمشُ ندعو اللهَ يرعانا

غوايةُ الحسنِ ما أبقتْ لذي ورعٍ

صبراً ولا لفصيحِ القـــــــولِ تِبيانا

قد جسّتِ الوترَ المذبوحَ منْ شغفٍ

تشدو بصوتٍ رقيقِ اللحــنِ ريّانا

غنّتْ فهامتْ بها الألبابُ حـــائرةً

فما يطيقُ فؤادُ الصّبِّ كتمـــــــانا

تمدُّ بالصّـــوتِ تشقِينا وتطـــرُبنا

ياروعةَ الصّوتِ بالآهـــاتِ نادانا

كلُّ الجوارحِ قد صارتْ لهــا أذناً

(والأذنُ تعشقُ قبلَ العينِ أحيانا)

يا زينةَ الحورِ إنَّ العينَ عاشقةٌ

والثغـــر مني غدا للكأسِ ظمــأنا

لبّي دعائي وهاتي الكأسَ أرشفها

وردّدي اللحنَ مشفوعاً بشكوانا

طـــوفـي بكأسِـــكِ لألأءً بغــرّتِهِ

حتّى تريني على الآفاقِ سلطانا

ياليتني الخالُ فوقَ الثّغرِ مرتسماً

أو ليتني كنتُ في كفّيكِ ريحــــانا

قالتْ : فديتكَ يا روحي ويا أملي

أحسنتَ قولاً وما قصّرتَ غـزوانا

لبّيكَ لو تطلبُ الأنفاسَ تأخذهـــا

هــــذا قليلٌ لمـــنْ بالحبِّ قد دانا

لأنتَ أجملُ خلقِ اللهِ في نظـــري

وأنتَ أروعُ خلــــقِ اللهِ انســـانا

أطربتَ سمعي بعذبِ الشّعرِ تنشدهُ

يا ويحَ قلبي بهـذا الشّعرِ قد لانا

فقلت: شكراً من الأعماقِ سيّدتي

شكراً يفيضُ بعطرِ القولِ إحسانا

فاجلي النّقابَ وهزّي الخصْرَ راقصةً

ياروعةَ الخصْرِ منساباً وعـريانا

ميلي بجسمكِ رهواً في تمايلــــهِ

لكِ القلـــــوبُ تصيرُ الآنَ بستانا

الحجلُ يحضنُ منكِ السّاقَ مرتعشاً

يقبّلُ السّاقَ ملهـوفــــاً وسكّـرانا

صوتُ الخلاخيلِ تشجينا برنّتِهـا

والقــدُّ يهتزُّ كالعـــربيدِ نشــوانا

ونقّلي خطــوكِ الفتّانَ منْ طــربٍ

تزهو بكِ الأرضُ سكّاناً وعمـرانا

هبّي تلبّيكِ أرواحٌ وأفـــــــــــــئدةٌ

تخرُّ من شوقهِا الأذقانُ إذعــــانا

عيناكِ كمْ أرهبتْ بالسّحرِ طاغيةً

قد كانَ يزهو على الأكوانِ طغيانا

إنَّ العــــيونَ التي بالحـبِّ تأسرُنا

قتـلْنَنا ثــمَّ لـــــمْ يبكـــينَ قـتـلانا

..................................

شعر ورسم/ غزوان علي


 
Top