أبو هاشم يونس يوسف
من المقامات ... كان لي بعض التجارب بكتابة هذا الفن الرائع من فنون الأدب وهو المقامة ارج وان ينال الاعجاب
.................. طلب الوظيفة
حدثنا حيران ابن حيان انه ذات يوم أراد أن يتوظف ,وينهي حياة البؤس والتقشف, فذهب قاصداً بيت احد الواصلين,الذين لهم علاقاتهم مع المسؤلين,فسّلم عليه سلام الخجلين ,ووقف أمامه حيران المسكين,وبعد التحية والسلام , والترحيب بحيران الهمام,
بدأ الرجل بالسؤال ,عن عائلة حيران وأولاده والحال,
فشكا له حيران الفقر والقله, وترجاه أن يجد لظروفه الصعبة حله,
فهو فقير الحال ,كثير العيال,
لا يجد في جيبه ليره, ودائم التلفت والحيرة
فقال الرجل يا حيران لا تقلق سيكون لك وظيفة,
لتحيى حياة سعيدة نظيفة,
ولكن يا حيران أصحاب الشأن والشرف , يريدون منك مبلغ خمسون ألف,وراح حيران بنار الحيرة يلدغ , من أين سأؤمن هذا المبلغ , وحكا حكايته للأهل والأصدقاء ,
وبدأ التبرع من أهل النخوة من الأقرباء
ورفع يديه بادعاء , متجها بدعائه إلى السماء
ودفع حيران النقود , وراح ينتظر اليوم الموعود
ومرت الأيام والليالي ,والرجل بحال حيران لا مبال
وبعد فترة من الزمن, سمع من أهل الفضل والمنن
أن الرجل أصيب بالفالج, وذهب يتلقى علاجه في الخارج
فسكتت على لسان حيران الألفاظ , وضاق صدره واغتاظ,
وقال في نفسه فليذهب الرجل إلى سقر
ولكن كيف أأمن المبلغ وأتدبر
أرجو أن تسعفوني يا أهل الوفاء والمعشر
فغدا نساق جميعا إلى المحشر
وهناك تحاسب كل نفس والله اكبر
همسات قلم .....أبو هاشم