عبدالوهاب الجبوري
حكاية من هذا الزمن
( قصيدة الشهر )
*****
ثقوب سوداء مختلفة الاحجام ،
على قباب المآذن والكنائس
والجامعات والمدارس
وشمٌ ممتقع الالوان
يخلّف اثاراً في الساحات
والفضاءات الجرداء وعلى الجدران
واسراب الحمام ، تودّع ربيع البيادر
رغم قدوم الحصاد
(وشيء من الفرح المستعار)
سحبُ الدخان ، تُغطي سماء المدينة
وسطوحَ المنازل والقمم والأشجار
اكتب جوعي ، خوفي ، وجرحي
مظاهرة تستحم بدمع الشوارع
ارسم شال الصبايا تفاحة ناضجة
يتقاسمها السيف والدخان
يحاصرني الليل ،
البسه خوفا نازفاً بين القلب والأجفان
مرايا الكلام رمادية
لا ندري هل نُبصر وجهنا ام
(وجه جلادنا المتخفي وراء الزجاج ام
الموت يرقب ميعاده بين عيوننا ؟)
كأن رياح نارٍ عصفت بنا
وتناثرت شظايانا
على جسدٍ يتوهجُ بالشمس
خلف نوافذه الموصدة
***
اكتب اكاليل الفاكهة الناضجة
على رياحٍ بالغيم مثقلة
علني أدرك سرّ بلادٍ غاصت بما فيها
زواجَ مواويلٍ ... اكتب اغانيها
بين مائها وطينها وبساتبنها
علني أدرك احتلام الصبيان
وقت اليلوغ ، لأرقد بين أيديهم
اسكنهم وطناً ، أستوطنهم ارضاً
علّ طينتها تنشق عن سنبلة
وقطيفة حمراء .....
يوم الحج الأكبر ارتديها
أرضا تتفتح سماءها مطرا اخضر
علني أدرك حلم الصبايا ساعة السحر
واكتب لهن :
يا شوقاً كأشتياق الارض للمطر
نحن لسنا كرغيف الطحالب
دمنا ليس ماءً آسناً
لا ننام على حلُم ظمآن
رجفة جرحنا ، سلامٌ في ملالةِ عهدٍ
يستمطر الفصول الأربعة
ما شاء لها من التباريحِ والاشجان
سلام يتسع للمزيد من العصف والاحزان
عشرٌ ، عشرون، ثلاثون ،
قد ألفنا قسوتها ،
وتوسدناها صبرا وايمان
هذه الأرض الخضراء
بعد أن قاءت ما فيها ، ومن فيها
كل زبدٍ يطفو ... يستل مواجع الأحزان
وعند تلول بقايا السنين
تصحبنا النوارس ، وعصافير الدار
ننسل بآلامنا خلف الغسق الظمآن
دائرة الأفق الدائر تتسع وتكبر
سنرى شيخوخة الدهر
كبراعم يصعد منها التين والرمان
عندها سترتحل إلى رضانا راضيةً
حقولُ الرغَد ...
من انسان إلى انسان
عبدالوهاب الجبوري
2019/6/20