شجرة الدر الجارية التي هزمت الملوك اول امراة تجلس على العرش في تاريخ الاسلام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي -العراق-8-5-2019
شجر الدر والتي تشتهر بالاسم المُخفف (شجرة الدر)، هي واحدة من أكثر النساء نفوذاً وقوة في التاريخ، وواحدة من القليلات في التاريخ العربي ممن تمكن من الجلوس على العرش والانفراد بالحكم، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فـ شجر الدر لم تكتف بإدارة شئون الدولة والإمساك بزمام أمورها، بل إنها قادت الجيوش وأدارت المعارك وحققت انتصارت تاريخية.
شجر الدر .. من تكون :
لو إن هناك شخص سيضرب به المثل في تحقيق المستحيل، فحتماً شجر الدر هي هذا الشخص، فهي الجارية التي تمكنت من التدرج إلى أن بلغت العرش، وجلست فوقه ثم انفردت به وفرضت سيطرتها على الجميع.. فكيف تحقق لها كل هذا؟ وما الإنجازات التاريخية التي قامت بها؟
أصولها ونسبها :
اسمها الحقيقة هو عصمة الدين وكما تعرف بلقب أم خليل ويُشاع ذكرها باسم شجر الدر ،ولكن أيا كان اسمها فإن المؤرخون لم يهتموا بها إلا بعدما اعتلت عرش مصر، أو بالأحرى حين تزوجت من الصالح نجم الدين أيوب، وصارت واحدة من سيدات البلاط الحاكم، وهذا لإنها قبل ذلك لم تكن إلا جارية، ولا يهتم المؤرخون برصد تاريخ الجواري أو تحري أنسابهم. أما عن أصول شجر الدر والبلدة التي تنتمي إليها، فقيل تندرج من أصول تركية وآخرون قالوا بإنها أرمنية، أما النسبة الغالبة من المؤرخين يقولون إنها خوارزمية، أي إنها تنتمي إلى بلدة خوارزم (خيوة حالياً)، وهي بلدة تقع اليوم في غرب دولة أوزبكستان، وهي من البلاد التي كانت لها مكانة عالية في ذلك الزمان، إذ خرج منها العديد من أشهر وأبرز علماء المسلمين، وكذلك لم يتمكن النسابون من تحديد السنة التي وُلِدت بها.
زواجها :
قصة شجر الدر بدأت فعلياً بدخولها إلى عالم السلطة والعائلة الحاكمة، وهو ما تحقق حين تزوجت من الصالح نجم الدين أيوب، والتي بدأت علاقتها به حين اشتراها من إحدى أسواق النخاسة، ثم تقرب منها وصارت الجارية المفضلة لديه، حتى إنه كان يصطحبها معه في كافة رحلاته، وتمكنت الجارية الفاتنة من امتلاك قلب الأمير الشاب، حتى إنه لم يعد راغب في امتلاكها بماله وصك شرائها، بل أن أراد أن يضفي الشرعية على علاقته بها، فأعتقها فجعلها بذلك من الحرائر ثم أعلن زواجه منها وارتقى بها إلى مرتبة الأميرات.
التعليم :
كما ذكرنا فإن حياة شجر الدر قبل زواجها من الصالح أيوب لا تتوفر عنها كثير من المعلومات، ولكن الأمر المثبت هو إنها قد حظيت بقدر من التعليم، فقد كانت دوماً مميزة عن باقية الجواري بسبب إجادتها للقراءة، كما عرفت عنها رجاحة العقل واشتهرت بذكائها الحاد، وهي كلها عوامل ساهمت في جذب انتباه الصالح نجم الدين أيوب لها من بين الجميع.
أصولها
ــــــــــــــ شجرة الدر كانت جارية من أصل تركي أو خوارزمي وقد تكون ارمنية. اشتراها الصالح أيوب قبل أن يكون سلطاناً,ورافقته في فترة اعتقاله في الكرك سنة 1239 مع مملوك له اسمه ركن الدين بيبرس.وأنجبت ولد اسمه خليل.لُقِبَ بالملك المنصور.وبعد ما خرج الصالح من السجن ذهبت معه إلى مصر وتزوجوا هناك.وبعد أن أصبح سلطان مصر سنة (1240 م) بقت تنوب عنه في الحكم عندما يكون خارج مصر. في أبريل 1249 م كان الصالح أيوب في الشام يحارب الملوك الايوبيين الذين ينافسوه على الحكم وصلته أخبار ان ملك فرنسا لويس التاسع الذي أصبح قديس بعد وفاته.في قبرص وفي طريقه لمصر على رأس حملة صليبية كبيرة حتى يغزوها.بالقرب من دمياط على البر الشرقي للفرع الرئيسي للنيل.حتى يجهز الدفاعات لو هجم الصليبيين.وفعلاً في يونيو 1249 م نزل فرسان وعساكر الحملة الصليبية السابعة من المراكب على بر دمياط ونصبوا خيمة حمراء للملك لويس.وانسحبت العربات التي كان قد وضعها الملك الصالح في دمياط للدفاع عنها فأحتلها الصليبيون بسهولة وهي خالية من سكانها الذين تركوها عندما رأو هروب العربات.فحزن الملك الصالح وعدم عدداً من راكبي العربات بسبب جبنهم وخروجهم عن اوامره.وانتقل الصالح لمكان آمن في المنصورة.وفي 23 نوفمبر 1249 م توفى الملك الصالح بعد أن حكم مصر 10 سنين وفي لحظة حرجة جداً من تاريخها. شجر الدر استدعت قائد الجيش المصري "الأمير فخر الدين يوسف" ورئيس القصر السلطاني "الطواشي جمال الدين محسن".وقالت لهم ان الملك الصالح توفى وأن مصر الآن في موقف صعب من غير حاكم وهناك غزو خارجي متجمع في دمياط.فأتفق الثلاثة ان يخفوا الخبر حتى لا تضعف معنويات العساكر والناس ويتشجع الصليبيون.وفي السر ومن غير أن يعلم أحد نقلت شجر الدر جثمان الملك الصالح في مركب على القاهرة ووضعته في قلعة جزيرة الروضة.ومع ان الصالح بن أيوب لم يوص قبل أن يموت بمن يمسك الحكم من بعده.شجر الدر بعثت زعيم المماليك البحرية " فارس الدين أقطاى الجمدار " على حصن كيفا حتى يستدعي " توران شاه " ابن الصالح أيوب حتى يحكم مصر بدل أبوه المتوفي. قبل أن يتوفى الصالح أيوب كان اعطى اوراق على بياض لشجر الدر حتى تستخدمها لو مات.فبقت شجر الدر والأمير فخر الدين يصدرون الأوامر السلطانية على هذه الاوراق.وقالوا ان السلطان مريض ولا يستطيع مقابلة أحد.وكانوا يدخلون الطعام للغرفة التي كان من المفروض ان يكون نائم فيها حتى لا يشك أحد.واصدروا امر سلطاني بتجديد العهد للسلطان الصالح أيوب وتنصيب ابنه توران شاه ولي عهد للسلطنة المصرية وحلفوا الامراء والعساكر
شجرة الدر هي عصمة الدين؛ أم خليل، وهي أرمينية من أصل تركي، وأيضاً جارية اشتراها السلطان صالح نجم الدين أيوب، وقد افتتن السلطان بجمالها وذكائها وحظيت عنده بمكانةٍ مَرموقة حتى أعتقها وتزوّجها وأنجبت منه ابنهما خليل، الذي توفي في الثاني من صفر لعام 648هـ. وُلدت شجرة الدر مسيحيّةً في تركيا في أرمينيا الجبلية، إلا أنّ القاهرة كانت وطنها والإسلام هو عقيدتها، وقد اختطفت شجرة الدر وبيعت في سوق النخاسة مع غيرها من الجواري والغلمان، وعندما اشتراها السلطان نشأت على عقيدتها الجديدة وهي الإسلام، ولم تعد لها أيّ صلة بعَقيدتها القديمة. بسبب شجرة الدر ترك السلطان زوجته وأم ولده الغيث توران شاه حيث كانت عالمة، واختلف المؤرّخون في تحديد ما إن كانت جنسيّة زوجته رومانية أم شركسية، وقد وقع الصالح نجم الدين ذلك الجندي قليل الكلام والرجل العبوس في حب الفتاة الرشيقة شجرة الدر، مما دفعه إلى إعتاقها والزواج منها، وبعد وفاة زوجته توران شاه أصبحت شجرة الدر هي الوحيدة في قلبه، وقد أحبته حباً شديداً، وأصرّت على ألا تكون لها منافسة في حبّه، وتَتوّج هذا الحب بقدوم مولودهما خليل. شجرة الدر امرأة لم تتكرّر كثيراً في التاريخ؛ فقد كان لها طابعها الخاص الذي يتجلّى في قوّتها وشجاعتها وجرأتها، وفي عقلها المدبّر وحكمتها الشديدة، كما كانت لها قدرة كبيرة على القيادة والإدارة، حتى إنّها كانت ترى في نفسها هذه الخصال جميعها، وكانت شديدة الإعجاب بنفسها وبإمكاناتها، ووجدت في نفسها الملكة التي تستطيع أن تحكُم البلاد وتُديرها. تولّت شجرة الدر عرش الحكم في مصر لمدّة ثمانين يوماً وذلك بمبايعة المماليك وأعيان الدولة لها بعد وفاة زوجها السلطان الصالح أيوب، ثمّ تنازلت عن العرش لزوجها المعز أيبك التركماني في عام 648هـ. مرافقة شجرة الدر لزوجها
شجر الدر الملكة الملقبة بعصمة الدين أم خليل من شهيرات الملكات في الإسلام ذات إدارة وحزم وعقل ودهاء وإحسان، تركية الجنسية وقيل أرمينية. اشتراها الملك الصالح نجم الدين أيوب وتزوجها بعد أن أنجبت له ابنه خليل الذي مات صغيراً، وقد حظيت عنده فكان لا يفارقها سفراً ولا حضراً. قامت شجرة الدر بعمل عندما توفي زوجها السلطان نجم الدين أيوب سنة 647هـ/1249م، في أثناء زحف الصليبين بقيادة ملك فرنسة لويس التاسع باتجاه القاهرة بعد أن استولوا على دمياط، فأخفت شجرة الدر خبر وفاة زوجها وجمعت الأمراء وأرباب السلطان وأخبرتهم أن السلطان يأمرهم أن يحلفوا له أن يكون الملك من بعده لولده المعظم تورانشاه، فأجابوها إلى ذلك وأقسموا لها الأيمان بتنفيذ مطلبه، وأرسلت لإحضار توران شاه المقيم في حصن كيفا على عجل، وأخذت توقع عن السلطان مراسيم الدولة إلى أن وصل توران شاه إلى المنصورة.
لم يحفظ توران شاه لزوج أبيه شجر الدر الجميل، ونسي أنها صانت له ملك أبيه وأنها أرسلت تستدعيه على عجل لتولي السلطنة، فاتهمها بأنها أخفت ثروة أبيه، وأرسل إليها يهددها ويطالبها بما تحت يدها من الجواهر، فداخلها منه خوف. وكاتبت المماليك البحرية في 2 أيار 1250م/7 محرم 648هـ. وكانت العلاقات قد ساءت بين المماليك البحرية وتوران شاه الذي وجد فيهم حجر عثرة تعترض سلطانه المطلق، فهجم المماليك على توران شاه وقتلوه، فلما قتل وقع الاتفاق على تولية شجر الدر السلطنة وجعلوا عز الدين أيبك الصالحي التركماني أتابك عسكرها. ولكنه لم يكن يتصرف ولا يقطع في أمر إلا بعد أخذ موافقتها واستشارتها ومعرفة رأيها فيه وإرادتها. لكن قيام امرأة في حكم العرب المسلمين، كان شيئاً جديداً فالمسلمون لم يعتادوا في تاريخهم الطويل أن يسلّموا زمام حكمهم لامرأة، ويبدو أن شجر الدر أحست بالحرج وبوضعها الغريب، ولهذا أسرفت في التقرب إلى أهل الدولة ومن المماليك البحرية، فمنحتهم الرتب والإقطاعات والأموال، وخفضت الضرائب عن الرعية لتستميل قلوبهم، ولا أدل على شعور شجر الدر بالحرج من أنها حرصت على ألا تُبرز اسمها مكشوفاً، فكانت المراسيم والمناشير تصدر من القلعة وعليها علامة «أم خليل الصالحية» وضربت السكة باسمها ونقش عليها «السكة المستعصمية الصالحية ملكة المسلمين والدة الملك المنصور خليل». وقد حرصت شجر الدر على التمسك بلقب «أم الملك المنصور خليل» لتظهر صلتها القوية بالبيت الأيوبي عن طريق ولدها خليل من ناحية، وزوجها الصالح أيوب من ناحية أخرى، وبذلك تضفي على سلطتها حالة من الشرعية وكذلك حاولت أن تظهر صلتها الوثيقة بالخلافة العباسية في بغداد وتتمسك بلقب المستعصمية إشارة إلى صلتها بالخليفة العباسي المستعصم بالله.كانت أولى المشكلات التي واجهت السلطانة شجر
الدر هي أنها قامت في السلطنة والفرنسيون ما زالوا في البلاد، صحيح أن لويس التاسع كان قد أسر بعد انتصار المسلمين في معركة المنصورة، ولكنّ دمياط بقيت قاعدة بحرية في قبضة الفرنسيين، لذلك جرت المفاوضات بين لويس التاسع والسلطانة شجر الدر، وتم الاتفاق على إطلاق سراح لويس التاسع وجميع أسرى الصليبين مقابل 800 ألف دينار وأن يتم إجلاء الفرنسيين عن دمياط وأن يتعهد لويس التاسع بعدم العودة إلى سواحل الإسلام مرة أخرى، وفي أيار 1250م، تسلم المماليك دمياط وأطلقوا سراح الملك لويس التاسع بعد دفع نصف الفدية، أما بقية الأسرى فقد ظلوا في الأسر لحين دفع باقي الفداء المطلوب. عندما بلغ الخليفة المستعصم وهو ببغداد أن أهل مصر سلطنوا عليهم امرأة أرسل يقول لأمراء مصر، «إن كانت الرجال قد عدمت عندكم، فأخبرونا نسير لكم رجلاً»، فلما بلغ شجر الدر ذلك خلعت نفسها من السلطنة برضاها
بعد أن حكمت الديار المصرية ثلاثة أشهر إلا أياماً، برهنت فيها على حسن سيرتها
وغزير عقلها وجودة تدبيرها، وأشار القضاة والأمراء بأن يولى السلطنة أيبك وأن
يتزوج شجر الدر، فتزوج بها ثم تولى السلطنة ولقب بالملك العزيز وذلك في آخر ربيع
الآخر سنة 648هـ، ولكن شجر الدر التي كانت قد ذاقت طعم السلطان وحكمت مصر حكماً انفرادياً مدة ثمانين يوماً لم تقبل الانزواء محرومة من كل نفوذ وسلطان، فلم تكد
تتنازل عن السلطان لزوجها أيبك حتى عادت وعز عليها ذلك، ويروي المؤرخ ابن تغري بردي أن شجر الدر سيطرت على زوجها المعز أيبك سيطرة تامة بحيث صار في جميع أحواله «ليس له معها كلام». ثم عملت على قتل زوجها حين بلغها أنه يريد أن يتزوج بنت الملك الرحيم بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل، فتخيلت أنه ربما عزم على إبعادها أو قتلها لأنه سئم من حجرها عليه فعاجلت بقتله بأن حرضت جماعة من الخدم على قتله بالحمام في 23ربيع الأول سنة 657هـ ولكن مماليك المعز أيبك لم يغفروا لشجر الدر فعلتها فقتلوها بعد زمن بتحريض من ابن الملك المعز أيبك ووالدته أم علي، فوجدت مقتولة خارج القلعة يوم السبت 11ربيع الآخر سنة 657هـ، ثم حملت إلى التربة التي كانت قد بنتها لنفسها قرب مشهد السيدة نفيسة فدفنت فيها. وقيل إنه لما تيقنت أنها مقتولة أودعت قسماً من المال والجواهر وسحقت مجموعة من الجواهر النفيسة في الهاون. لئلا يأخذها الملك المنصور بن المعز أيبك وأمه.
مقتل شجرة الدر
ـــــــــــــــــ تعددت الروايات حول مقتل شجرة الدر إلّا أنّ أشهرها يقول إنّه عندما وصلت أنباء مقتل نور الدين إلى أمه اجتمعت مع المماليك وطلبت منهم أن يقتلوا شجرة الدر، وبالفعل اقتاد المماليك شجرة الدر إلى أم نور الدين والتي بدورها أشارت إلى الجواري ليضربنها بالقباقيب إلى أن ماتت، ويقال أيضاً إنّ زوجة المعز الأولى هي التي حرّضت ابنها علي على قتل شجرة الدر انتقاماً لأبيه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي -العراق-8-5-2019
شجر الدر والتي تشتهر بالاسم المُخفف (شجرة الدر)، هي واحدة من أكثر النساء نفوذاً وقوة في التاريخ، وواحدة من القليلات في التاريخ العربي ممن تمكن من الجلوس على العرش والانفراد بالحكم، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فـ شجر الدر لم تكتف بإدارة شئون الدولة والإمساك بزمام أمورها، بل إنها قادت الجيوش وأدارت المعارك وحققت انتصارت تاريخية.
شجر الدر .. من تكون :
لو إن هناك شخص سيضرب به المثل في تحقيق المستحيل، فحتماً شجر الدر هي هذا الشخص، فهي الجارية التي تمكنت من التدرج إلى أن بلغت العرش، وجلست فوقه ثم انفردت به وفرضت سيطرتها على الجميع.. فكيف تحقق لها كل هذا؟ وما الإنجازات التاريخية التي قامت بها؟
أصولها ونسبها :
اسمها الحقيقة هو عصمة الدين وكما تعرف بلقب أم خليل ويُشاع ذكرها باسم شجر الدر ،ولكن أيا كان اسمها فإن المؤرخون لم يهتموا بها إلا بعدما اعتلت عرش مصر، أو بالأحرى حين تزوجت من الصالح نجم الدين أيوب، وصارت واحدة من سيدات البلاط الحاكم، وهذا لإنها قبل ذلك لم تكن إلا جارية، ولا يهتم المؤرخون برصد تاريخ الجواري أو تحري أنسابهم. أما عن أصول شجر الدر والبلدة التي تنتمي إليها، فقيل تندرج من أصول تركية وآخرون قالوا بإنها أرمنية، أما النسبة الغالبة من المؤرخين يقولون إنها خوارزمية، أي إنها تنتمي إلى بلدة خوارزم (خيوة حالياً)، وهي بلدة تقع اليوم في غرب دولة أوزبكستان، وهي من البلاد التي كانت لها مكانة عالية في ذلك الزمان، إذ خرج منها العديد من أشهر وأبرز علماء المسلمين، وكذلك لم يتمكن النسابون من تحديد السنة التي وُلِدت بها.
زواجها :
قصة شجر الدر بدأت فعلياً بدخولها إلى عالم السلطة والعائلة الحاكمة، وهو ما تحقق حين تزوجت من الصالح نجم الدين أيوب، والتي بدأت علاقتها به حين اشتراها من إحدى أسواق النخاسة، ثم تقرب منها وصارت الجارية المفضلة لديه، حتى إنه كان يصطحبها معه في كافة رحلاته، وتمكنت الجارية الفاتنة من امتلاك قلب الأمير الشاب، حتى إنه لم يعد راغب في امتلاكها بماله وصك شرائها، بل أن أراد أن يضفي الشرعية على علاقته بها، فأعتقها فجعلها بذلك من الحرائر ثم أعلن زواجه منها وارتقى بها إلى مرتبة الأميرات.
التعليم :
كما ذكرنا فإن حياة شجر الدر قبل زواجها من الصالح أيوب لا تتوفر عنها كثير من المعلومات، ولكن الأمر المثبت هو إنها قد حظيت بقدر من التعليم، فقد كانت دوماً مميزة عن باقية الجواري بسبب إجادتها للقراءة، كما عرفت عنها رجاحة العقل واشتهرت بذكائها الحاد، وهي كلها عوامل ساهمت في جذب انتباه الصالح نجم الدين أيوب لها من بين الجميع.
أصولها
ــــــــــــــ شجرة الدر كانت جارية من أصل تركي أو خوارزمي وقد تكون ارمنية. اشتراها الصالح أيوب قبل أن يكون سلطاناً,ورافقته في فترة اعتقاله في الكرك سنة 1239 مع مملوك له اسمه ركن الدين بيبرس.وأنجبت ولد اسمه خليل.لُقِبَ بالملك المنصور.وبعد ما خرج الصالح من السجن ذهبت معه إلى مصر وتزوجوا هناك.وبعد أن أصبح سلطان مصر سنة (1240 م) بقت تنوب عنه في الحكم عندما يكون خارج مصر. في أبريل 1249 م كان الصالح أيوب في الشام يحارب الملوك الايوبيين الذين ينافسوه على الحكم وصلته أخبار ان ملك فرنسا لويس التاسع الذي أصبح قديس بعد وفاته.في قبرص وفي طريقه لمصر على رأس حملة صليبية كبيرة حتى يغزوها.بالقرب من دمياط على البر الشرقي للفرع الرئيسي للنيل.حتى يجهز الدفاعات لو هجم الصليبيين.وفعلاً في يونيو 1249 م نزل فرسان وعساكر الحملة الصليبية السابعة من المراكب على بر دمياط ونصبوا خيمة حمراء للملك لويس.وانسحبت العربات التي كان قد وضعها الملك الصالح في دمياط للدفاع عنها فأحتلها الصليبيون بسهولة وهي خالية من سكانها الذين تركوها عندما رأو هروب العربات.فحزن الملك الصالح وعدم عدداً من راكبي العربات بسبب جبنهم وخروجهم عن اوامره.وانتقل الصالح لمكان آمن في المنصورة.وفي 23 نوفمبر 1249 م توفى الملك الصالح بعد أن حكم مصر 10 سنين وفي لحظة حرجة جداً من تاريخها. شجر الدر استدعت قائد الجيش المصري "الأمير فخر الدين يوسف" ورئيس القصر السلطاني "الطواشي جمال الدين محسن".وقالت لهم ان الملك الصالح توفى وأن مصر الآن في موقف صعب من غير حاكم وهناك غزو خارجي متجمع في دمياط.فأتفق الثلاثة ان يخفوا الخبر حتى لا تضعف معنويات العساكر والناس ويتشجع الصليبيون.وفي السر ومن غير أن يعلم أحد نقلت شجر الدر جثمان الملك الصالح في مركب على القاهرة ووضعته في قلعة جزيرة الروضة.ومع ان الصالح بن أيوب لم يوص قبل أن يموت بمن يمسك الحكم من بعده.شجر الدر بعثت زعيم المماليك البحرية " فارس الدين أقطاى الجمدار " على حصن كيفا حتى يستدعي " توران شاه " ابن الصالح أيوب حتى يحكم مصر بدل أبوه المتوفي. قبل أن يتوفى الصالح أيوب كان اعطى اوراق على بياض لشجر الدر حتى تستخدمها لو مات.فبقت شجر الدر والأمير فخر الدين يصدرون الأوامر السلطانية على هذه الاوراق.وقالوا ان السلطان مريض ولا يستطيع مقابلة أحد.وكانوا يدخلون الطعام للغرفة التي كان من المفروض ان يكون نائم فيها حتى لا يشك أحد.واصدروا امر سلطاني بتجديد العهد للسلطان الصالح أيوب وتنصيب ابنه توران شاه ولي عهد للسلطنة المصرية وحلفوا الامراء والعساكر
شجرة الدر هي عصمة الدين؛ أم خليل، وهي أرمينية من أصل تركي، وأيضاً جارية اشتراها السلطان صالح نجم الدين أيوب، وقد افتتن السلطان بجمالها وذكائها وحظيت عنده بمكانةٍ مَرموقة حتى أعتقها وتزوّجها وأنجبت منه ابنهما خليل، الذي توفي في الثاني من صفر لعام 648هـ. وُلدت شجرة الدر مسيحيّةً في تركيا في أرمينيا الجبلية، إلا أنّ القاهرة كانت وطنها والإسلام هو عقيدتها، وقد اختطفت شجرة الدر وبيعت في سوق النخاسة مع غيرها من الجواري والغلمان، وعندما اشتراها السلطان نشأت على عقيدتها الجديدة وهي الإسلام، ولم تعد لها أيّ صلة بعَقيدتها القديمة. بسبب شجرة الدر ترك السلطان زوجته وأم ولده الغيث توران شاه حيث كانت عالمة، واختلف المؤرّخون في تحديد ما إن كانت جنسيّة زوجته رومانية أم شركسية، وقد وقع الصالح نجم الدين ذلك الجندي قليل الكلام والرجل العبوس في حب الفتاة الرشيقة شجرة الدر، مما دفعه إلى إعتاقها والزواج منها، وبعد وفاة زوجته توران شاه أصبحت شجرة الدر هي الوحيدة في قلبه، وقد أحبته حباً شديداً، وأصرّت على ألا تكون لها منافسة في حبّه، وتَتوّج هذا الحب بقدوم مولودهما خليل. شجرة الدر امرأة لم تتكرّر كثيراً في التاريخ؛ فقد كان لها طابعها الخاص الذي يتجلّى في قوّتها وشجاعتها وجرأتها، وفي عقلها المدبّر وحكمتها الشديدة، كما كانت لها قدرة كبيرة على القيادة والإدارة، حتى إنّها كانت ترى في نفسها هذه الخصال جميعها، وكانت شديدة الإعجاب بنفسها وبإمكاناتها، ووجدت في نفسها الملكة التي تستطيع أن تحكُم البلاد وتُديرها. تولّت شجرة الدر عرش الحكم في مصر لمدّة ثمانين يوماً وذلك بمبايعة المماليك وأعيان الدولة لها بعد وفاة زوجها السلطان الصالح أيوب، ثمّ تنازلت عن العرش لزوجها المعز أيبك التركماني في عام 648هـ. مرافقة شجرة الدر لزوجها
شجر الدر الملكة الملقبة بعصمة الدين أم خليل من شهيرات الملكات في الإسلام ذات إدارة وحزم وعقل ودهاء وإحسان، تركية الجنسية وقيل أرمينية. اشتراها الملك الصالح نجم الدين أيوب وتزوجها بعد أن أنجبت له ابنه خليل الذي مات صغيراً، وقد حظيت عنده فكان لا يفارقها سفراً ولا حضراً. قامت شجرة الدر بعمل عندما توفي زوجها السلطان نجم الدين أيوب سنة 647هـ/1249م، في أثناء زحف الصليبين بقيادة ملك فرنسة لويس التاسع باتجاه القاهرة بعد أن استولوا على دمياط، فأخفت شجرة الدر خبر وفاة زوجها وجمعت الأمراء وأرباب السلطان وأخبرتهم أن السلطان يأمرهم أن يحلفوا له أن يكون الملك من بعده لولده المعظم تورانشاه، فأجابوها إلى ذلك وأقسموا لها الأيمان بتنفيذ مطلبه، وأرسلت لإحضار توران شاه المقيم في حصن كيفا على عجل، وأخذت توقع عن السلطان مراسيم الدولة إلى أن وصل توران شاه إلى المنصورة.
لم يحفظ توران شاه لزوج أبيه شجر الدر الجميل، ونسي أنها صانت له ملك أبيه وأنها أرسلت تستدعيه على عجل لتولي السلطنة، فاتهمها بأنها أخفت ثروة أبيه، وأرسل إليها يهددها ويطالبها بما تحت يدها من الجواهر، فداخلها منه خوف. وكاتبت المماليك البحرية في 2 أيار 1250م/7 محرم 648هـ. وكانت العلاقات قد ساءت بين المماليك البحرية وتوران شاه الذي وجد فيهم حجر عثرة تعترض سلطانه المطلق، فهجم المماليك على توران شاه وقتلوه، فلما قتل وقع الاتفاق على تولية شجر الدر السلطنة وجعلوا عز الدين أيبك الصالحي التركماني أتابك عسكرها. ولكنه لم يكن يتصرف ولا يقطع في أمر إلا بعد أخذ موافقتها واستشارتها ومعرفة رأيها فيه وإرادتها. لكن قيام امرأة في حكم العرب المسلمين، كان شيئاً جديداً فالمسلمون لم يعتادوا في تاريخهم الطويل أن يسلّموا زمام حكمهم لامرأة، ويبدو أن شجر الدر أحست بالحرج وبوضعها الغريب، ولهذا أسرفت في التقرب إلى أهل الدولة ومن المماليك البحرية، فمنحتهم الرتب والإقطاعات والأموال، وخفضت الضرائب عن الرعية لتستميل قلوبهم، ولا أدل على شعور شجر الدر بالحرج من أنها حرصت على ألا تُبرز اسمها مكشوفاً، فكانت المراسيم والمناشير تصدر من القلعة وعليها علامة «أم خليل الصالحية» وضربت السكة باسمها ونقش عليها «السكة المستعصمية الصالحية ملكة المسلمين والدة الملك المنصور خليل». وقد حرصت شجر الدر على التمسك بلقب «أم الملك المنصور خليل» لتظهر صلتها القوية بالبيت الأيوبي عن طريق ولدها خليل من ناحية، وزوجها الصالح أيوب من ناحية أخرى، وبذلك تضفي على سلطتها حالة من الشرعية وكذلك حاولت أن تظهر صلتها الوثيقة بالخلافة العباسية في بغداد وتتمسك بلقب المستعصمية إشارة إلى صلتها بالخليفة العباسي المستعصم بالله.كانت أولى المشكلات التي واجهت السلطانة شجر
الدر هي أنها قامت في السلطنة والفرنسيون ما زالوا في البلاد، صحيح أن لويس التاسع كان قد أسر بعد انتصار المسلمين في معركة المنصورة، ولكنّ دمياط بقيت قاعدة بحرية في قبضة الفرنسيين، لذلك جرت المفاوضات بين لويس التاسع والسلطانة شجر الدر، وتم الاتفاق على إطلاق سراح لويس التاسع وجميع أسرى الصليبين مقابل 800 ألف دينار وأن يتم إجلاء الفرنسيين عن دمياط وأن يتعهد لويس التاسع بعدم العودة إلى سواحل الإسلام مرة أخرى، وفي أيار 1250م، تسلم المماليك دمياط وأطلقوا سراح الملك لويس التاسع بعد دفع نصف الفدية، أما بقية الأسرى فقد ظلوا في الأسر لحين دفع باقي الفداء المطلوب. عندما بلغ الخليفة المستعصم وهو ببغداد أن أهل مصر سلطنوا عليهم امرأة أرسل يقول لأمراء مصر، «إن كانت الرجال قد عدمت عندكم، فأخبرونا نسير لكم رجلاً»، فلما بلغ شجر الدر ذلك خلعت نفسها من السلطنة برضاها
بعد أن حكمت الديار المصرية ثلاثة أشهر إلا أياماً، برهنت فيها على حسن سيرتها
وغزير عقلها وجودة تدبيرها، وأشار القضاة والأمراء بأن يولى السلطنة أيبك وأن
يتزوج شجر الدر، فتزوج بها ثم تولى السلطنة ولقب بالملك العزيز وذلك في آخر ربيع
الآخر سنة 648هـ، ولكن شجر الدر التي كانت قد ذاقت طعم السلطان وحكمت مصر حكماً انفرادياً مدة ثمانين يوماً لم تقبل الانزواء محرومة من كل نفوذ وسلطان، فلم تكد
تتنازل عن السلطان لزوجها أيبك حتى عادت وعز عليها ذلك، ويروي المؤرخ ابن تغري بردي أن شجر الدر سيطرت على زوجها المعز أيبك سيطرة تامة بحيث صار في جميع أحواله «ليس له معها كلام». ثم عملت على قتل زوجها حين بلغها أنه يريد أن يتزوج بنت الملك الرحيم بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل، فتخيلت أنه ربما عزم على إبعادها أو قتلها لأنه سئم من حجرها عليه فعاجلت بقتله بأن حرضت جماعة من الخدم على قتله بالحمام في 23ربيع الأول سنة 657هـ ولكن مماليك المعز أيبك لم يغفروا لشجر الدر فعلتها فقتلوها بعد زمن بتحريض من ابن الملك المعز أيبك ووالدته أم علي، فوجدت مقتولة خارج القلعة يوم السبت 11ربيع الآخر سنة 657هـ، ثم حملت إلى التربة التي كانت قد بنتها لنفسها قرب مشهد السيدة نفيسة فدفنت فيها. وقيل إنه لما تيقنت أنها مقتولة أودعت قسماً من المال والجواهر وسحقت مجموعة من الجواهر النفيسة في الهاون. لئلا يأخذها الملك المنصور بن المعز أيبك وأمه.
مقتل شجرة الدر
ـــــــــــــــــ تعددت الروايات حول مقتل شجرة الدر إلّا أنّ أشهرها يقول إنّه عندما وصلت أنباء مقتل نور الدين إلى أمه اجتمعت مع المماليك وطلبت منهم أن يقتلوا شجرة الدر، وبالفعل اقتاد المماليك شجرة الدر إلى أم نور الدين والتي بدورها أشارت إلى الجواري ليضربنها بالقباقيب إلى أن ماتت، ويقال أيضاً إنّ زوجة المعز الأولى هي التي حرّضت ابنها علي على قتل شجرة الدر انتقاماً لأبيه