بقلم الشاعر صلاح الطميزي
وكنت هناك
حيث يجلس أول العابرين
وآخر المسافرين
فأنا لا اجيد سوى الوداع
يا صغيرتي
مذ غادرني الحنين
من قال انني لم أسمع اهاتك
و لم اقرا رسالاتك
حفظتك انت ....
حين كنت مني اليّ تلوذين
من قال أن القلب لم يبكِ
كل ليلة
ففي كل صرخة عاشق
يأتيني الحنين
اشتاقك أنت
وعندما يطرق الليل
أبواب رسالتي
اصمت ....
فقد اعتنقت الصمت
منذ هجرت ذاك العرين
ليتك انتظرتي لحظة أخرى
فكل الهدايا وزعت
لأصحابها
وأنا لا زلت منتظرا
رجعة العائدين
أيها العابر فوق قبري
تذكر ......
انني من جاء في عرس
الليل
وظلام غفوة
أو سكرة عاشق
قبل آلاف السنين
وأن أول أوراقي الحبلى
تأن بالصبر
قد تملكها البكاء
عندما وضعت جنينها
على غصن عصفورتي
فأصبح هذا الغصن
قصيدة
تكتب من أجل بلقيس
أو لأجل بعض المرسلين
لا ترفعي ستار ساقيك
يا مولاتي
فأنا لازلت متيما
في بداياتي
أعيش أحلامي
واسكن أيامي
ارتشف بعضا من كأسي
وفي كل جرعة عشق
تزداد آلامي
وانت تتلذذين الجرح
وتنتظرين
فأنا لست كأي عاشق
جاء بحرف
ولم ادخل بستانك مترفا
ففي حضرة العشاق
تغيب كل القوانين
سيدتي .......
كل الثمار تشتهي
مني القطاف
إلا أوراق صدرك
قد غرقت في خريفي
فتوهجت نيران قلبي
معلنة
ثورة الصمت
وكتب على شاهد قبري
مات من غير خلاف
فالجنون صنعة
يتزاحم في اتقانها المحبين
دعونا نقيم طقوس عشقنا
قبيل الدفن
فكل شعائر الدين لا تكفي
لتأبينه
ففي شعائر الحب
زاد الخالدين
..... لا زال اميرنا العاشق
طفلا ......
ولا زالت روحه مع الغابرين
تحادثهم
تسامرهم
تغازل ليلهم إذا ما حل الشوق
أو قامت تستكين
فسلام على العشق
يا مولاتي .......
وسلام على العاشقين
بقلم الشاعر صلاح الطميزي
