آخِرُ الفُقاعاتِ عَدَم ...
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
..............................
يا مَنْ ركبَ خيلَ الخُيَلاءِ والغُرورِ أَنِخْ ركابَكَ في أرضِ الحكمةِ وتِدْ قدمَ التواضعِ على ترابِ البَصيرةِ والتعقُلِ وانظُرْ إِلى وجهِ الكونِ وعوالمِ البسيطةِ هلْ ترى إلاّ سَرَيان سُنَنٍ ظاهرةٍ ونواميسَ قاهرةٍ ، فَكَمْ من أسدٍ هصورٍ قتلَهُ نيصٌ صغيرٌ ، وخفافيشُ الظلامِ مختالةٌ تتمايلُ طَرَباً في فضاءِ العتمةِ لكنّها تهجعُ وتستكينُ عندَ أوّلِ بارقةِ ضوءٍ تلوحُ في الأفق ، لا تكنْ كالأخطبوطِ لا يفتأُ يتباهىٰ بكثرةِ الأَذْرعِ يُلوِّحُ بها في هواءِ الفراغِ لكنّها لا تلبثُ أنْ يصيبَها الجذاءُ وتُدَسّ في جيبِ الخوفِ والجبنِ عندَ أوّلِ نزالٍ معَ الغير أو كَسَيلِ البحرِ المتلاطمِ يجرفُ بأَمواجهِ العاتيةِ كُُلّ ما يلوحُ له لكنّهُ يخبو ويضعُ رأسَهُ في باطنِ الماءِ عندَ رمالِ الشواطِئ وترابِ السواحلِ ، لا تُكثر من العَضِّ والقَضمِ فأَسنانُكَ مهما كانتْ حادةً وقاطعةً لكنّها كالخشبِ أمامَ النارِ تلتهمها وتُصيّرها رماداً تذروهُ الرياحُ ، لا ترفعْ هامَ التعالي وجبينَ التبجحِ وعرنينَ الغُرورِ فقدْ تحتاجُ لمنديلٍ تمسحُ بهِ عرقَ الخجلِ والفشلِ فلا تَجِد ، فإنْ كانتْ نارُكَ موقدةٌ فآخرها رمادٌ ونهارُكَ إنْ كانَ مُشرقاً فلا بُدّ لهُ من ليلٍ يسدلُ الضياءَ ومهما كانتْ شمسُكَ ساطعة فلا بُدّ أنْ يُغَيِّبها الظَلام .
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
العِراقُ _ بَغْدادُ
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
..............................
يا مَنْ ركبَ خيلَ الخُيَلاءِ والغُرورِ أَنِخْ ركابَكَ في أرضِ الحكمةِ وتِدْ قدمَ التواضعِ على ترابِ البَصيرةِ والتعقُلِ وانظُرْ إِلى وجهِ الكونِ وعوالمِ البسيطةِ هلْ ترى إلاّ سَرَيان سُنَنٍ ظاهرةٍ ونواميسَ قاهرةٍ ، فَكَمْ من أسدٍ هصورٍ قتلَهُ نيصٌ صغيرٌ ، وخفافيشُ الظلامِ مختالةٌ تتمايلُ طَرَباً في فضاءِ العتمةِ لكنّها تهجعُ وتستكينُ عندَ أوّلِ بارقةِ ضوءٍ تلوحُ في الأفق ، لا تكنْ كالأخطبوطِ لا يفتأُ يتباهىٰ بكثرةِ الأَذْرعِ يُلوِّحُ بها في هواءِ الفراغِ لكنّها لا تلبثُ أنْ يصيبَها الجذاءُ وتُدَسّ في جيبِ الخوفِ والجبنِ عندَ أوّلِ نزالٍ معَ الغير أو كَسَيلِ البحرِ المتلاطمِ يجرفُ بأَمواجهِ العاتيةِ كُُلّ ما يلوحُ له لكنّهُ يخبو ويضعُ رأسَهُ في باطنِ الماءِ عندَ رمالِ الشواطِئ وترابِ السواحلِ ، لا تُكثر من العَضِّ والقَضمِ فأَسنانُكَ مهما كانتْ حادةً وقاطعةً لكنّها كالخشبِ أمامَ النارِ تلتهمها وتُصيّرها رماداً تذروهُ الرياحُ ، لا ترفعْ هامَ التعالي وجبينَ التبجحِ وعرنينَ الغُرورِ فقدْ تحتاجُ لمنديلٍ تمسحُ بهِ عرقَ الخجلِ والفشلِ فلا تَجِد ، فإنْ كانتْ نارُكَ موقدةٌ فآخرها رمادٌ ونهارُكَ إنْ كانَ مُشرقاً فلا بُدّ لهُ من ليلٍ يسدلُ الضياءَ ومهما كانتْ شمسُكَ ساطعة فلا بُدّ أنْ يُغَيِّبها الظَلام .
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
العِراقُ _ بَغْدادُ