GuidePedia


 محمد مصطفى جمال الدين 
                       البصرة – 23/ 10/ 2018
ملاحظة
الموضوع منقول عن الاستاذ الاديب محمد مصطفى جمال الدين

الــذكــــــــرى الـخـالــــــدة

العلّامة السيد مصطفى جمال الدين
      في  ذكراه الثانية و العشرين
 
مساء الأربعاء الموافق 23- 10 -1996 توقف في دمشق قلب العلامة المجاهد الدكتور الشاعر العربي الكبيرالسيد مصطفى جمال الدين
الذي غابَ جسداً وبقيَ علماً وأدباً وفكراً ونضالاً جسَّدَ النموذج الأمثل لرجل العلم والأدب ولشاعرٍ قديرٍ يمثلُ بشعرهِ ذاكرة عصرٍ ولا يقلُ عن شعر عمالقة العصر , إن لم يتفوق عليهم عذوبةً وقوة .
في مثل هذا اليوم يستذكرُ العربُ والعراقيون ذكراه الثانية والعشرين 
وكان يوم رحيله يوماً مشهوداً بتأريخ دمشق .
مصطفى جمال الدين شاعر العراق من شماله الى جنوبه وشاعر الامة العربية الذي حمل هموم امته ووطنه في شعره وجسدها فكراً ومضموناً وعاطفةً شجية كانت له دراسات مهمة ومعمقة في مجالات مختلفة من الدراسات الاسلامية والادبية  فقد كتب في الفقه والاصول والنحو واللغة
والمنطق والبلاغة وعروض الشعر .
- ولِدَ السيد مصطفى جمال الدين في 5-11-1927 في قرية (المؤمنين)
في سوق الشيوخ جنوب العراق وتربى في كنف جدِّه العلامة المجاهد
السيد عناية الله جمال الدين الذي يُعَد من أبرز القادة المجاهدين في حرب
(الشعيبة) ضد الغزو الإنكليزي للعراق عام 1914م .
-أكمل الدراسة الحوزوية في جامعة النجف الدينية وواكب حركة التجديد فيها .
- أكمل دراسته الاكاديمية في كلية الفقه في النجف الاشرف وحصل على البكلوريوس عام 1962م .
- حاز على شهادة (الماجستير ) في الشريعة الاسلامية من جامعة بغداد بدرجة جيد جداًعام ١٩٧٢ م .
- حاز على شهادة (الدكتوراه) في اللغة العربية في جامعة بغداد بدرجة امتياز عام 1979م .
- زاول التدريس في كلية الفقه وكلية اصول الدين وكلية الآداب جامعة بغداد في مدة تزيد على العشرين عاماً وقد تخرجت على يديه أجيال كثيرة
- رأسَ جمعية الرابطة الأدبية في النجف حتى مغادرته العراق عام 1980م .
طُبعَت له المؤلفات التالية :
1- القياس حقيقتهُ وحجيتهُ .
2-  الاستحسان حجيته ومعناه .
3- الانتفاع بالعين المرهونة .
4- البحث النحوي عند الأصوليين .
5- الإيقاع في الشعر العربي من البيت الى التفعيلة .
6- محنة الاهوار والصمت العربي .
7- ديوان ( عيناكِ واللحن القديم ).
8- الـــديــوان .......

السيد مصطفى جمال الدين العالم والفقيه الذي أُشتهرَ بالشاعر
قد أجتمع حوله الجميع فكان محط انظار الجميع , كان رمز الوطنية والانتماء الصادق لتربة الوطن .
تغنى ببغــــداد وكتب عنها ثلاث  قصائد تعتبر من قلائد الشعر العربي واشهرها القصيدة الخالدة (بغداد والعصر الذهبي) التي القاها في مهرجان الشعر العربي في قاعة الخلد عام 1965م .

   بغــدادُ ما اشتبكت ْ عليكِ الأعصرُ
                             إلا ذوتْ ووريــقُ عـمـركِ أخضــرُ
   مـرَّتْ بكِ الدنيا وصبحُكِ مشمسٌ
                             ودجـتْ عليكِ ووجـهُ ليلكِ مـقـمـــرُ

وجسَّـــدَ بشعرهِ حب الوطن والخشوع ببابه وهو يحلمُ بالعودة لذلك الوطن الحبيب .

     ويا وطناً لو انَّ الخُـلـدَ أزرى
                           برونقهِ لقلتُ له حـســـــودُ
    أُحـبُّـكَ بل أحبُّ خشوعَ تفسي
                          ببابكَ حين أحلمُ بي أعـودُ

ويضع السيد مصطفى جمال الدين تعريفاً للوطن .. فما هو الوطن عند مصطفى جمال الدين : انه الارض التي يتنفس فيها الانسان الحرية بكرامة , وقلب يخفق بالحب واذا انعدم القلب الكبير ينعدم
معه الوطن ليظل ذكريات لذلك الثرى .

   وطـنُ الناسِ تــربــةٌ نـبـتُـها الـعِزُّ
                   وقلبٌ بحبِّـهـم خـفــَّـــــــاقُ

ولم ينسَ مصطفى جمال الدين امته العربية ولم يتوانَ عن قضاياها
الملحة فيعلو صوته بعد نكسة الخامس من (حزيران) عام 1967م
بقصيدته المشهورة (للثأر والفداء)

    لملمْ جراحَكَ واعصفْ ايُّها الثارُ
                             ما بعدَ عارِ حـزيـرانٍ لنا عــــارُ

وحين يرى تقاعس امته عن اداء واجبها تدوي قصيدته (شهيدُ الفداء)  في مهرجان الشعر العربي في دمشق عام 1972م

   يَبسَ الجرحُ فانتفض يا شهيدُ
                           نامَ عن ثأرِكَ الكُماةُ الصيدُ

ويقارع السيد مصطفى جمال الدين الدكتاتورية فيحمل هموم شعبه اينما يحل في وقت سكتت فيه الحناجر المعروفة فبعد انتفاضة الشعب العراقي عام 1991م يهدر صوته بقصيدة (يقظان )

   نـبِّـئوني يا مَن برفحاءَ بانــــوا
                           كيف يغفو بليلها اليقظانُ
  كيفَ هـزَّتْ عـواصفُ الرملِ مهداً
                        ضجـرتْ من بكائــهِ الأوطانُ

ويبقى حنينه للوطن ولمهد طفولته ولقريته التعبى ولمنبع رافديه
وللنخل والمروج الخضراء وللحبيبة

(بـردى) يَـرفُّ فأجتويه لأنني
                       ضيعتُ في عينيكِ عذبَ فراتي
وأعافُ ظِلَّ (الغوطتين) لعلَّني
                أتفيأُ الهفهافَ من سعفاتي

ويبقى حنينه للوطن وللنجف بصورة خاصة لكنه لم تكتحل عيناه  بتراب الوطن متمثلا برملة النجف الذي كم تمنى ان يراها قبل مماته

يا رملةَ النجفِ الشريف تذكري
                     ظمأَ العيونِ ففي يديكِ الموردُ
حنَّتْ فكان لها بذكركِ مسرحٌ
                    وشكتْ فكان لها برملكِ إثمــدُ

         

ونحن نستذكر السيد مصطفى جمال الدين بذكراه الثانية والعشرين  لا يسعنا إلا ان ندعو الله سبحانه وتعالى ان يرحمه برحمته الواسعة
ويحفظ العراق والعراقيين من كلِّ سوء

                        محمد مصطفى جمال الدين
                       البصرة – 23/ 10/ 2018

 
Top