... أرضيـــــــــــةٌ مُشتــــــــركـــــــةٌ دون مشـــــــــــــــــاكلَ مُفبـــــْــــــــرَكـــــــــــــــــــة...
... قال تعالي في كتابه العزيز : ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ﴿٤١ الروم﴾ ، وفي الحديث الشريف : ما حدَّث به أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النَّبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- في حثِّه للمسلمين على نُصرة إخوانهم المسلمين ظالمين ومظلومين، ففهم الصحابة - رضي الله عنهم- أن ينصروا المظلوم، وتعجّبوا وتساءلوا عن نُصرة الظالم، فبيَّن لهم رسول الله أن نُصرة الظالم تكون بنهيه ومنعه عن الظُّلم، كما في قوله -عليه الصَّلاة والسَّلام- : (انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا، فقال رجلٌ: يا رسولَ اللهِ، أنصرُه إذا كان مظلومًا، أفرأيتَ إذا كان ظالمًا كيف أنصرُه ؟ قال: تحجِزُه، أو تمنعُه من الظلمِ فإنَّ ذلك نصرُه).
... لا يصح قيام المجتمعات إلا بأرضية مشتركة يقف عليها الجميع وهي مكافحة الفساد والوقوف إلي جانب المظلوم ، والشفافية والتعامل بمصداقية مع الجمهور لمحاسبة الفاسدين المتقاعسين ، وإعلام حر يتحدث وينقل الرواية بشفافية دون حجب الصواب عن الناس ، وشهدنا في دول الجوار كثيراً من رجال البرلمانات المرتبطين بالمصالح علي حساب الجمهور المسحوق وثرائهم الفاحش كما في أكرانيا ، وقامت الثورات نتيجة ماذا ؟إنها نتيجة الظلم الاجتماعي والطغيان السياسي ، انظر لما حدث للثورة الفرنسية قبل قرنين من الزمن ، ولثورة البلاشفة الروس عام 1917 ، واليونان وتركيا وغيرها من دول الشرق الأوسط ؛ لكن حذاري من الثورة المضادة التي تسير عكس الاتجاه للانقلاب علي الشرعية . تُرى هل نحن جادون في العيش على أرضية مشتركة تحمل الجميع؟ وهل امتلكنا ناصية أمرنا حقاً لتسوية أمورنا بنهج صحيح؟ وهل امتلكنا الإمكانيات القوية التي تؤهلنا لحكم أنفسنا دون تدخل الآخرين في شئوننا؟ وطاب يومكم بالخير والتفاؤل وحب التغيير.
ولكم تحياتي / أ. نبيل محارب السويركي – الاثنين 27 / 8 / 2018